على مدار الساعة

في 13 من مايو نجح الرئيس مرتين / محمد افو

06/19/2023 - 11:51

قبل وأثناء الانتخابات المنصرمة كنت - كأغلب الموريتانيين - ينتابني فضول حذر حول نتائجها ، وذلك بالنظر إليها كاستفتاء أبيض للانتخابات الرئاسية القادمة وفي ظل ظروف ليست مثالية فيما يخص الحزب الأكبر ( حزب الإنصاف ).

 

في النماذج الماضية كانت التوقعات مجرد سرد مبدئي للنتائج وذلك لاعتبارات سياسية صرفة تتعلق بالتدخل المباشر للسلطة في التعبئة والحشد من رأس الهرم حتى حواشي قاعدته .

ووفق المعطيات الاجتماعية المعهودة يكون الحسم لصالح الحزب الحاكم أمرا مفروغا منه .

 

في هذه الانتخابات نجح الرئيس في حيازة سبق الحياد محافظا على المسافة التي صنعها بين رئاسة الجمهورية وكل الأطياف السياسية.

وهو الحياد الذي اعتبره البعض مغامرة غير مضمونة النتائج ، لكونها سابقة لا يمكن التنبؤ بمآلاتها .

لكن الأحداث كشفت عن ترابط وثيق بين خطاب الأول من مارس وأسلوب الرئيس في التمسك بمشروع سياسي يؤسس للوعي بالدولة كمظلة للجميع وللرئيس كرئيس للجمهورية .

لقد اختط الرئيس حيزا محايدا وجامعا وعلى مسافة واحدة من كل الأطياف والتوجهات والآراء والمواقع والمواقف .

لقد مر حياد الرئاسة مرورا آمنا في أول تجربة وطنية من نوعها .

وبالنظر إلى ماكان عليه حزب الانصاف قبل الدخول للانتخابات من مخاضات داخلية وتحديات خارجية جعلت توقعات أكثر المتفائلين محصورة في الخروج باغلبية يحصل عليها السكوت ، إلا أن النجاح الكببر الذي حققه - وهو خارج من تلك الوضعية و رغم المغاضبات والانشقاقات الكبيرة بعيد الاعلان عن لوائح مرشي الحزب - كان نجاحا للرئيس وليس للحزب .

فخلاف القيادات مع القوي التقليدية ادت بشكل جلي إلى تآكل شعبية الحزب المنضوية تحت تلك الألوية المغاضبة .

فمن الذي صوت للحزب ؟ 

ولماذا ؟

 

وحدها سياسات التضامن والتكافل الاجتماعي التي أطلقها الرئيس هي من وجهت الناخب صوب شعار الحزب وخياراته .

 

لقد نجح الحزب بشعبية الرئيس ونجح الرئيس في أن يكون رئيسا .

أما النجاح الثالث فقد سبقت نتائجه موعده ( الانتخابات الرئاسية المقبلة )، حيث أبانت صناديق 13 مايو عن حصول الرئيس على مايقارب 80% من أصوات الموريتانيين .

وهو رقم يمثل نتيجة أولية لصالح الرئيس في للانتخابات القادمة.