على مدار الساعة

زوبعة الشمال/ الشيخ ولد المامي

05/19/2023 - 13:53

من أغرب المفارقات، أن الجهة التي ينتمي لها رئيس حزب الإنصاف ماء العينين ولد أييه كانت النافذة التي مَزقت منها الزوبعة غسيل الحزب الذي يتزعمه الرجل..!

فقد عُفّر وجه الحزب في معظم مناطق آدرار؛ كما انتهك عرضه في تيرس؛ وأهينت كرامته في نواذيبو..! 

 

وغني عن التوضيح أن القضية لم تكن عجيبة بالنسبة لمن يملك أدنى ملَكات التحليل؛ فمن عايش السنوات الماضية من حكم الرئيس غزواني، وتتبع ماينشر وما يقال في المجالس الخاصة؛ علِم علم اليقين أن الإقليم بكامله، لم يصفو يوما واحدا لرئيس الإجماع الوطني.

 

البعض يرى أن غياب الاهتمام الذي كان يوليه أسلاف الرئيس غزواني المنحدر جلهم من الإقليم، كان السبب في هذه الحالة من الرفض، فيما يعزو بعضهم القضية لمستوى الوعي في المنطقة، وهو الأمر الذي أستبعده شخصيا، إذ لادليل في الواقع الملموس عليه.

 

ولعل الرأي الآخر أقرب للمنطق،  وهو ذلك القائل أن البعض يؤمن فقط بقسمة الأسد، وقد تعود الاحتواء على نصيبه، وأنصباء جل شركاءه في الكعكة، ومن الطبيعي أن يرفض المساواة في التقسيم، حتى ولو كان في ذلك إصلاح للخلل المعياري في ميزان العدل.

 

لم يكن الرفض وليد الفترة الحالية، فقد ظهرت بوادره جلية مع بواكير الحديث عن إمكانية ترشح ولد الغزواني، حيث أخذ الرفض عدة أساليب منها مايتعلق بالتشكيك في إمكانية ملأ الرئيس غزواني للفراغ الذي سيخلفه غياب سلفه.

 

وحين فندت الأيام تلك الفرضية؛ أخذ الرفض منحنى آخر يستظهر أبعادا ذات منطلقات اجتماعية، مستقاة من التقسيمة الأهلية للسلم السكاني، فيما ظهر البعد الجهوي أحيانا على السطح.

 

أما ثالثة الأثافي فهي تلك المحاججات عن تفاضل الإمكانيات الاقتصادية بين الجهات، وفرضية إعالة منطقة معينة لبقية المناطق من خلال موادها الطبيعية، وحتمية حصولها على امتيازات استثنائية بالمقابل.

 

إن المتتبع لنتائج الفرز الأخير، يجب أن يعلم تلك الظاهرة من الرفض ليست مسألة وهمية، وأن تلك الأصوات المزعجة على الواقع الافتراضي ليست إلا تجليا لهذه الحالة، وأن علاجها التسكيني ليس هو الحل، فنذر الإنتخابات الحالية كانت واضحة، والبدار بالعلاج الفعلي أصبح هو الحل الوحيد.