على مدار الساعة

هل علم الرئيس غزواني بقصور فريقه..؟

02/03/2023 - 14:50

استبن (نواكشوط) - اختتم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني صباح اليوم الجمعة زيارته لمدينة روصو عاصمة ولاية اترارزة.

 

الزيارة التي أعلن عنها منذ فترة كافية لإعداد التحضيرات لها، اكتنفتها أخطاء غطت ملابساتها على الإلتحام الكبير للجماهير التروزية حول الرئيس.

 

فعلى المستوى السياسي تركت زيارة بعثة حزب الإنصاف آثارا سلبية على الجماهير، اتضحت معالمها في التشرذم والفرقة التي كانت واضحة جدا خلال استقبالات رئيس الجمهورية، الأمر الذي بلغ الملاسنات والاحتكاكات بين الفصائل المنافسة.

 

ويبدو أن اتهام منسق البعثة بيت الله ولد أحمد الأسود بزرع الشقاق بين سياسيي اترارزة لم يأت من فراغ، ففي نفس الوقت الذي التحمت الجماهير على قلب رجل واحد لاستقبال البعثة التي يقودها، فقد عنت الصراعات والتفرقة بين الفصائل لحظة استقبال رئيس البلاد، وبعد أسابيع فقط من اللقاءات التي عقد بيت الله معهم. 

 

وعلى صعيد ثان وصف سياسيو اترارزة الطريقة التي عوملوا بها من طرف رئيس حزب الإنصاف محمد ماء العينين ولد أييه، بالمهينة، حيث اكتفى يوم استقباله، بالوقوف في السيارة وتحية الجماهير على طريقة الرؤساء، الأمر الذي اعتبرته الجماهير الواقفة تحت لوافح الشمس إهانة واضحة..!

 

وفي غضون الزيارة لم تسلم السلطات التنفيذية من الأخطاء الفادحة التي أضرت بتلاحم الجماهير حول رئيسها، فقد وجدت السلطات الوقت الكافي لمعالجة التردي في البنى التحتية للمدينة، لكنها لم تحرك ساكنا في سبيل ذلك، حتى اليومين الذين سبقا الزيارة، حيث بدأت بجرف بقايا الطرق المتردية، وأغلقت كافة طرق المدينة، باستثناء الطريق الرئيسي، الذي قامت السلطات الأمنية بدورها بغلقه، ساعات قبيل وصول الرئيس، حتى خروجه ضحوة اليوم الجمعة.

 

المفارقة الكبرى هي أن رئيس الجمهورية كان قد أطلق مشروع ملحقات جسر روصو قبل مايزيد على سنة لكن تأخر السلطات التنفيذية في إتمام الأشغال هو ما أدى لهذه الكارثة.

 

هذا وتجدر الإشارة إلى أن تعامل السلطات الأمنية مع الفرق الصحفية قد جانب المرونة بشكل واضح، وهو ما أثر على التغطية الإعلامية للزيارة، فقد انسحب العشرات من الصحفيين من مداخل مقرات المؤتمر الصحفي،  والاستقبال، ولقاء الأطر، إثر العجرفة في التعامل، التي قوبلوا بها من طرف الأمن، والذي وصلت لحد الدفع بالعصي من قبل الأمن.

 

انتهت زيارة غزواني لعاصمة اترارزة، وجرى ما جرى، وذهب الكل بما له وما عليه، وقد أظهرت الزيارة مدى التحام الجماهير خلف رئيسها، كما أظهرت مدى عمل مساعديه على فض الجماهير من حوله، فهل علم الرئيس بالأمر..؟

 

وما الآلية التي ستتخذ لمعالجة مثل هذه الاختلالات؟