على مدار الساعة

الحراك الديبلوماسي المزعج للأقلام المأجورة/ الشيخ ولد المامي

09/26/2023 - 14:08

من البديهي أن تقييم العمل الدبلوماسي يشمل عدة عناصر ومعايير يمكن استخدامها لتقييم فعالية ونجاح تلك الجهود؛ ويكمن ذلك في النظر إلى مدى تحقيق الأهداف المرجوة، سواء تعلقت بتسوية النزاعات، أو تعزيز التعاون الدولي، أو تعزيز الأمن والاستقرار، أو تعزيز العلاقات الثنائية. 

 

كما يمكن تقييمه بناءً على مدى فعالية الإجراءات والتدابير المتبعة في تحقيق الأهداف المحددة، ويشمل كذلك مدى تأثير الدبلوماسية على السياسات والقرارات والمواقف الدولية. 

 

كما يتم تقييم العمل الدبلوماسي بناءً على مدى الشفافية والمصداقية في التعامل مع الشؤون الدولية والتعاون مع الدول الأخرى؛ هذا بالإضافة لجودة وفعالية التواصل مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية؛ فضلا عن قوة التأثير وتغيير المواقف والسياسات الدولية، مع القدرة على إقناع الآخرين وتحقيق التوافق والتعاون. 

 

وقد استطاعت الديبلوماسية الموريتانية منذ إمساك الدكتور محمد سالم ولد مرزوك بحقيبتها، الوصول للأهداف المرجوة منها، بناء على تقييم المراقبين، كما لاحظت الصحافة الدولية، ذلك المضمار الدولي نحو موريتانيا، لدرجة التساؤل عن سبب السباق نحوها والأهداف منه! 

 

ولعل الحراك الأخير للوزير، أزعج بعض الأقلام التي تفترض في تقديراتها الشخصية، وجود خصوم للوزير وتسعى للتقرب منهم، فقال قائلهم إن النجاحات الأخيرة للديبلوماسية الموريتانية كانت بفضل دعائم أرساها الرئيس غزواني، وليس للوزير أي فضل في ذلك. 

 

الغريب أن هؤلاء لم يأتوا بجديد سوى إعادة تصريحات ولد مرزوك التي تصدر عنه بشكل متكرر وفي كل سانحة، والتي يكرر فيها دائما أن جميع ماحصل من تقدم ونجاح على المستوى الدبلوماسي كان بفضل وحكمة رئيس الجمهورية؛ 

 

وللتذكير فإن الأمر صاحبه منذ دخوله أول حكومة فمازال تصريحه حول نجاح الخطة الأمنية التي اعتمدت خلال مقامه في وزارة الداخلية موجودا على محركات البحث، والذي قال فيه بالحرف أن (رئيس الجمهورية هو من وضع الخطة الأمنية، وأي نجاح لها يحسب للرئيس لا لغيره). 

 

أما أنا فأؤمن على كلام الوزير، وأقول أن نجاح الخطة الأمنية يحسب لرئيس الجمهورية، وغياب جبال القمامة من نواكشوط يحسب له، وإخماد نار الفتن يحسب له، ونجاح الحراك الديبلوماسي يحسب له، وتسابق المجتمع الدولي نحو موريتانيا يحسب له، والتطقيم الشبابي لقطاع الديبلوماسية يحسب له؛ وفضلا عن ذلك يحسب له اختيار الشخص المناسب للقيام بالمهمات الصعبة، ومعالجة الملفات بالطرق التي تعجز الغرابيل عن حجب شموسها.