![](https://esstebin.info/sites/default/files/img_1683627393886.jpg)
استبن (افتتاحية) - خلال الحملة الرئاسية الماضية، وبعد عودة المرشح آنذاك محمد ولد الشيخ الغزواني -الرئيس الحالي- من جولته في الداخل، تحدثت مصادر موثوقة، عن وجود شبه اعتصام بالمئات في مقر حملته بحي "إلوكا"، يطالب منظموه بصرف المبالغ المالية المخصصة للتحسيس.
وحين تقصى المرشح آنذاك غزواني، عن سبب منع صرف مخصصات التحسيس، اكتشف أن سبب ذلك يعود للمسؤول المالي للحملة ووزير المالية في تلك الفترة؛ ليقوم المرشح يومها بتعيين أحد ثقاته كإنساد للمسؤول المالي، وفقا لنفس المصادر، ويقوم بحل مشكلة التمويلات بصفة استعجالية.
وقبل أيام فقط؛ تحدثت مصادر مطلعة، عن استقالة وزير البترول عبد السلام ولد محمد صالح، من مسؤوليته الحزبية كمنسق لإحدى ولايات نواكشوط؛ وأرجعت المصادر سبب الاستقالة، لمماطلة الممولين في صرف المخصصات المالية للحملة، لتحل محله الوزيرة صفية بنت انتهاه، والتي أكدت المصادر أن حظها في الحصول على المخصصات المالية للحملة، لم يكن أحسن بكثير من سلفها..!
وقبل أسابيع قليلة، تحدث رجل الأعمال سلمان ولد إبراهيم، في شهاته أمام المحكمة في ملف العشرية، عن مبالغ ضخمة سلمه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إياها، وفي فترات عدة، ملمحا إلى أن أصول تلك المبالغ تعود للتمويلات المخصصة للحملات الانتخابية خلال العشرية الماضية، أو على الأقل كان تسليمها بالتزامن مع تلك الحملات.
وفي ظل غياب رئيس حزب الإنصاف ماء العينين ولد أييه -عجل الله فرجه- غِبّ انطلاق الحملة الحالية، بدا الجميع يتحدث عن تنامي الدور الفاعل لوزير المالية الأسبق المختار ولد اجاي في الحزب، لدرجة أن التساؤل المطروح أصبح بشكلل متكرر؛ من هو الرئيس الفعلي لحزب الإنصاف..؟!
وفي ظل هذا المعمعان، وبالتزامن مع الشكاوى المتكررة من ضعف الإنفاق على حملة أكبر الأحزاب السياسية في البلاد، أصبح من واجب المتابع أن يتذكر أن الوزير السابق نفسه، كان هو المسؤول المالي لحملة رئاسيات 2019، وأنه من وقف خلال تلك الرئاسيات وراء أزمة التمويلات.
يأتي ذلك في ظل الحديث عن تمويلات ضخمة حصل حزب الإنصاف عليها من قبل مناصريه، ورجال أعمال منخرطين تحت يافطته؛ مايدعو للاستغراب من عدم أخذ العبرة من أزمة تمويلات رئاسيات 2019 ؛ والتساؤل المشروع عن مصير تلك التمويلات، إذا لم تصرف في الأمور المخصصة لها..!