استهلالا في هذه الإطلالة، أود أن أعبر للجميع عن مدى شعوري بالسعادة والامتنان، بعد انتهاء هذه المأمورية التي مثلت فيها مواطني دائرة المذرذرة الانتخابية تحت القبة البرلمانية.
تلك المحطة التي تعرفت من خلالها ومنذ انتخابي في العام 2018 على مختلف مناطق الوطن وسكانه، بمختلف أطيافهم من خلال كوكبة من زملائي الذين استفدت منهم في حياتي وأخذت الدروس، وتعرفت على مناطقهم من خلالهم، وهذا شرف عظيم لي وتجربة غنية.
إخوتي الأعزاء:
منذ دخولي لقبة البرلمان لم أرفع بنان الموافقة على أي مشروع قانون، قبل أن أقوم بدراسته شخصيا؛ وأستنطق أبعاده وآخذ صورة عن مدى جدوائيته.
ففي الوقت الذي أجد فيه نفسي عضوا في فريق برلماني موال، أستشعر دائما أنني ممثل لمصالح الشعب؛ ولم أرفع يد الموافقة قبل استحضار مصالح الشعب ووزن القوانين التي تحدد مصيره بالقسطاس المستقيم.
لقد التزمت طوال مأموريتي في قبة البرلمان بثنائية دراسة القوانين، وطرح مشاكل دائرتي الانتخابية على ممثلي الحكومة في الجلسات؛ وليس هذا فقط، فقد طرقت أبواب مندوبية "التآزر"، من أجل استفادة المناطق النائية في دائرتي من برامجها، وطرقت باب وزارة الصحة، من أجل مشاكل المذرذرة الصحية، وطرقت أبواب وزارة التهذيب من أجل مشاكل تخص البنى التعليمية فيها، وندرة الطواقم التدريسية.
كما زرت وزارة المياه بشكل متكرر من أجل حل المشاكل العالقة في دائرتي، كما ولجت أبواب المصالح التي تعنى بمشاكل الكهرباء، وهذا شأني مع وزارة التجهيز والنقل، للتدخل لفك العزلة عن بعض مناطق مقاطعة المذرذرة.
وطرقت مصالح الحالة المدنية، ومفوضية الأمن الغذائي وغير ذلك كثير؛ كله من نابع من إيماني الراسخ بأداء واجبي كممثل لمصالح الشعب.
وفي نفس الوقت الذي حرصت فيه على الحفاظ على تجسيد رؤية الفريق البرلماني الذي أنتمي إليه، لم أتقاعس قيد أنملة عن رعاية مصالح سكان دائرة المذرذرة، فقد تدخلت لدى المصالح التنفيذية من أجل حل كل مشاكل سكان المدينة كلما تطلب الأمر، وحرصت على الحضور الشخصي في كافة المواقف التي تتطلب حضوري ومعاينتي.
وطوال مقامي في القبة البرلمانية حرصت على تلقي كل الاتصالات الهاتفية والمباشرة حرصا على مواكبة كل مشاكل سكان مقاطعتي، والسعي في إيصالها للجهات المعنية، والمطالبة بحلها في أسرع وقت والإصرار على ذلك ومتابعته، وهذ جهدي؛ وليس يلام المرأ في مبلغ الجهد.
وفيما يخص الشفافية والمصارحة حرصت طوال الخمس سنوات الماضية، على أن أكاشف سكان دائرتي بجميع نشاطاتي الأسبوعية، من خلال تقرير يتم نشره عبر وسائط إعلامية متاحة للجميع.
إخوتي الكرام:
لا يسعني إلا أن أسجل هنا شكرا خالصا لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وحكوماته على ما بذلوه من أجل بلادنا، كما انتهز الفرصة للإدلاء بشهادة للتاريخ، عن مدى حرص فخامته على تجسيد المُثل الديمقراطية الحقيقية في البلاد؛ فرغم عملنا في فريق برلماني موالٍ، إلا أن جميع القوانين التي مررناها، كانت مواقفنا منها مبنية على تقدير شخصي منا دون تدخل أو ضغوط من أي جهة، وهذا ما يعطي صورة عن إيمان فخامة الرئيس بترسيخ الديمقراطية وزرعها كمنهج حكامي أوحد في البلاد.
كما أتوجه بالشكر إلى رئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد بايه على حسن إدارته لعملنا، ومن خلاله إلى كل الزملاء والزميلات.
وفي الختام أشكر كافة الشعب الموريتاني، كما أشكر بالخصوص سكان دائرة المذرذرة خصوصا على الثقة التي منحوني إياها طوال السنوات الماضية، وأرجو أن أكون قد ساهمت في خدمتهم، وفي خدمة العمل الديمقراطي في بلادنا بشكل عام، ترسيخا للقيم العالمية التي اختارها شعبنا كمنهج للحكامة.
والله الموفق
الداه صهيب