ناقوس الخطر
يقدر الشعب الموريتاني ب 5ملايين نسمة
منها مليون شاب تحت الثلاثين.
مليون شاب فقدوا الأمل في التغيير والإصلاح ؛ لا تحكمهم قبيلة ولاعشيرة ؛ ويرون أن نظام بلدهم لم يدرجهم في الأولويات ؛ فلم يعلن لهم عن مشروع قومي منتج يستوعبهم كقوة بشرية مؤثرة وعامل إنتاج ؛ فهاجر البعض وبقي البعض ليعبر عن رؤيته السلبية للوطن والنظام على مواقع التواصل الاجتماعي ؛ بلغة اليأس والغضب ممزوجة بنكهة خيبة الأمل
وزهاء 2 مليون تحت سن 16 سنة لايجدون تعليما مناسبا ؛ ولاخدمات ؛ وأغلبهم يقطن في أحزمة الفقر بمددنا .
وتبدو بيانات النجاح في ختم الدروس الابتدائية والإعدادية وفي الثانوية العامة ضئيلة لحد العبثية.
وترتفع نسبة التسرب من المدرسة بشكل مخيف ؛ من الابتدائية إلى الجامعة ؛ فنسبة معتبرة من طلاب الجامعة تنسحب قبل اكتمال السنة الأولى والثانية.
وليس الخريحون أكثر حظا ؛ وتوجد نسبة منهم بارزة في سباق القفز فوق جدران آمريكا.
وتترتفع مؤشرات الهجرة الأجنبية إلى بلدنا ؛ وهي هجرة تحمل في طياتها مشروعا قديما متجددا هو طمس هوية موريتانيا بأي سلاح متاح ولو كان الديموغرافيا.
وتتجنب الحكومة الموريتانية حتى الآن فتح هذا الملف ؛ وتعرض عن مراجعة اتفاقيات قديمة تفتح بلدنا على مصراعيه للأفارقة !
وإذا قلنا إن موريتانيا للموريتانيين وحدهم رفع المتطرفون في وجهنا شعاراتهم القبيحة واستنفروا حثالة الغرب ضدنا !
كل ذلك يجري و"نخب موريتانيا" الحاكمة منغمسة في صراعها على الثروة والنفوذ ؛ غير مهتمة بالأخطار المحدقة بسيادتناوأمننا القومي .
كادحون وإسلامويون وفلول من ايرا وافلام لم يصوتوا في الانتخابات الرئاسية الماضية للرئيس غزواني لكنه بقدرة قادر قربهم وعينهم في طواقمه العليا ؛ وفلول مفسدين من حزب الاتحاد عملوا ضده في الرئاسيات 2019 ؛ يحجزون مقاعد كطوق حوله خوفا من أن يستقبل وطنيين صادقين ينبهونه إلى خطورة وضع البلد !
ولسان حال النظام يقول
ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى
عدوا له ما من صداقته بد
حكومة البلد تجرف البلد بعيدا في مسار غير الذي حدده لها رئيس الجمهورية.
فلا الحكومة لبت دعوة الرئيس إلى قربها من المواطن
ولا اهتمت برفع وتيرة الإصلاح الإداري
ولا الصفقات خرجت عن مدارها التقليدي لتظل دولة بين الأغنياء.
ويتحدثون عن عدالة توزيع الثروة ؛ والنظام المصرفي فاسد ؛ فهو مصمم ليكون دولة بين الحكومة والتجار ؛ وليس المواطن طرفا فيه مطلقا.
فمتى نصغي لأجراس الخطر وهي تصك آذان الشعب بل آذان العالم كله.
متى نكسر هذا الدور والتسلسل مع الفشل ؛ بتدوير طواقم ولد داداه وولد هيدالة ومعاوية وعزيز ؛ وبعضهم لم يعد قادرا على الذهاب إلى دورة المياه إلا بمساعد.
متى نضع معا تصورا استراتيجيا وخطة عمل لاستعادة بلدنا الذي يوشك أن نبحث عن ملامحه فلا نراها؟
متى يلتفت الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى أغلبيته الحقيقية وأنصاره قبل أن يلتفت فلايجد خلفه إلا السراب .
لقد ذهب بعيدا في مساره بين الأعداء ومنظري الفشل ؛ وعليه أن يعود لخندق موالاته.
متى نستطيع صناعة الأمل في مخيلة شبابنا وشعبنا .
ما أقصر العيش لولا فسحة الأمل
مركز دعم صناعة القرار
الرئيس عبد الله ولدبونا