حاولت مرارا الابتعاد عن الجدل الدائر حول مظاهر البذخ والتبذير (الزرك) لانني ببساطة (ماشي جنب الحيط) فلست بالصحفي المتميز الذي يكتب ببراعة ويصفق له الجميع على روعة تعبيره وسلاسة قلمه، ولا بالمدون الموهوب الظافر بدعاء عابر، لتسلم انامله ويدوم حبره، انا فقط مواطن من ولاية كنت اظن ترتيبها في العد تصاعديا، فإذا به تنازليا للأسف في اولويات تصنيف المكانة التاريخية والجغرافية والاجتماعية وحصتها في خدمات الدولة وحتى درجة المواطنة.
فمواطن من الدرجة 06 أحسن من آخر درجته 01 عند البعض، بدليل أن تداول اخبار مظاهر البذخ والتبذير حين تتعلق بمواطنين من درجه أولى أو ثانية أو ثالثة حسب نفس العد تنازليا، سيشفع بنفس اصلاحي مزيف، ولن يشفع لهم تقلدهم مناصب عليا في الدولة، يذمهم الجميع وسوق رفضهم واستنكار ما أتوه ولم يسلم مجلس الوزراء من شجب منكر فعلهم، لكن عندما يتعلق الأمر بمواطن من درجة سادسة أو سابعة فما فوق فهو الجود و الكرم والصلاح، مالكم كيف تحكمون، وهل نرضى بهكذا احكام.
سيصفني البعض بما يحلو له لذا عنونت هذه الشذرات بنفس النص تواضعا حتى لا تكون هذه الأسطر مقالة أو تدوينة، لأنها لن تنال تلك الأوصاف مادام كاتبها من الدرجة الثالثة، وتمارس في حقه مسلكيات بغيضة تزرع تباعدا وتنافرا بل حقدا بين مواطني البلد الواحد هذا بالإضافة إلى الهجوم وتسليط الضوء الحارق على الأداء العمومي لوزراء ومديرين ورؤساء لجان صفقات إلى درجة الاستفزاز، ذنبهم الوحيد أنهم من الدرجة عينها في التصنيف اعلاه، في حين يغض الطرف عن غيرهم،الأمر الذي يربك سير المشاريع التنموية في بلد يحتاج كل السواعد وتحفيزها على البناء قس على ذلك جميع المجالات.. الصحافة يجب ان تكون من مناطق معينة وإلا فإنهم أدعياء للمهنة مهما كان تميزهم، كذلك الكتاب والمدونيين والشعراء والأدباء والمحامين وأهل الفن صناعة أوموروثا، والمفارقة أنهم راضون ومستسلمون لتصنيفات تشتيت الجهود وتثبيط الهمم هذه، وينحنون أمام التيار خمولا أوجبنا حتى، تماما كتصنيف اليهود الفلاشا في الدويلة العبرية وكي لا أعمم تلك المسلكيات المدمرة فهناك اشخاص للأمانة معتدلين يدركون خطورة النهج ويعترفون بذلك على الاقل.
هكذا أضحينا أمام منظومة تتقمص دور الدولة العميقة تعرقل أداء الحكومات واجهزة الدولة، تستخدم كافة الاسلحة المحرمة دينيا ودنيويا كالتلفيق والتحريف وتوجيه الرأي العام عبر ذباب ألكتروني وقح، يستحسن النشاز لنفسه ويصور المعروف منكرا ليعيبه على غيره.
رسالتي الى كل مسؤول في الوطن وأولهم فخامة رئيس الجمهورية أن يتداركوا الموقف، فرائحة الجهوية النتنة قد فاحت وإن اختلطت ببؤر مخلفات الرق والشرائحية ومظاهر الغبن والتهميش وتربص العدو القريب قبل البعيد سيصبح البلد على كف عفريت، وينفجر الوضع.. فسارعوا رجاء الى بناء مورتانيا موحدة خالية من التهميش والإقصاء كما تعهدتم، وعهدي بكم ان للعهد عندكم معنى .