سيريغي لافروف وجه الدبلوماسية الروسية الناعم ويد بوتين التي قرر أن يدق بها على أبواب الأفارقة
بارد مثل جليد القطب الشمالي وقوي ومؤثر مثل شراب الفودكا
الرجل الذي عاصر عنفوان الإتحاد السوفيتي وشكيمة حكام لكرملين أيام كبرياء المد الأحمر كان من أول المؤمنين بالمخلص فلادمير بوتين بعد سنوات من الضياع والتيه بين وجع ترويكا غورباتشوف وترنح رئاسة بولس يلتسن
حمل ملفات الخارجية الروسية وخبر الميادين والسوح الأمريكية والأوربية
يقاتل بالكلمة ويقصف بالتصريح ويطلق مسيرات تبشر بعالم جديد عالم مابعد القطب الواحد
يحمل بشارة بوتين بإنبثاق فجرا عالمي جديد
يدق لافروف ابواب نواكشوط قادما من بامكو بعد رحلة في عدد من العواصم الإفريقية يحاضر للافارقة عن نسخة أخري من " الجريمة والعقاب " لاتشبه تماما نسخة رائد الأدب الروسي ديستوفسكي
فالجريمة هنا بحسب لافروف هي جريمة الإستعمار وتبعاته وويلاته في إفريقيا والعقاب هو ماتقوم به روسيا في أوكرانيا ضد توسع النيتو والحلفاء حسب تصوره
ينزل لافروف في مطار نواكشوط مبشرا بعصر نهاية القطب الواحد ومنذرا من خطورة التحالف مع قوي " الإمبريالة"
يستقبله الموريتانيون بزيهم المفضل " الفضفاضه " بماتحمله من رمزية فهي واسعة سعة علاقة موريتانيا مع الجميع ومفتوحة من كل إتجاه مثل جغرافية البلد وتسمح بإخراج اليدين من الجهتين بسهولة فهي إذا
لاشرقية ولاغربية ....
ولاشك أن سيرغي لافروف وهو يلبس فضفاضة المجتمع الفضفاض سيفهم أن شعب " الدراعة " سيظل عصيا على الشرق والغرب ولن يقبل أن يدور خارج سياق أمتار فضفاضته لكنه في نفس الوقت سيلبس تحتها آخر القمصان الباريسية ويجانسها مع أفضل الأحذية الإيطالية بطريقة لاتفسد للود قضية
وسيعلم أن عليه أن لايتعب نفسه وهو يستشهد باالادبيات السوفيتيه ومحاضرات تروتسكي
فقط سيكون عليه أن يضم فضفاضته ويعود بهدوء إلي موسكو بعد أن إستمتع بعشاء على ضفاف أطلسي ممتد في صحراء شاسعة لن يحكمها أو يتحكم فيها سوي أبناء مجتمع الفضفاضة بطريقتهم الفضفاضة لاغريية ولاشرقية وتسمح بخروج اليدين من الجهتين.