على مدار الساعة

المعنى الحقيقي للإستقلال../ النائب الداه صهيب

11/30/2022 - 11:56

لم يعد لكلمة الاستقلال نفس المدلول التقليدي، الذي اصطلح عليه منذ قرون، بل إن التغيرات العالمية التي ألقت بظلالها على جميع نواحي الحياة، زحزحت المصطلح من على الركن الثابت الذي استقر على دعائمه طوال الحقب الفارطة، مضيفة عدة دعائم إضافية لتلك الدعائم التي استقر عليها في الماضي، ليصبح انهيار أي دعامة من الدعائم الجديدة يشكلل خللا بنيويا يهدد استقرار المصطلح وثباته على ركنه المكين.

 

لقد ظلت الكلمة ردحا من الزمن تحمل مدلولات ومعان تحيل إلى الانفصال والحرية في الرأي والكلمة والحركة، لكن متغيرات الألفية الثالثة، أضافت لها شحنة متعددة المدلولات، منها ماهو متعلق بالاختيار، ومنها ذو الطابع الاقتصادي وذو السياسي وذو الاجتماعي؛ وهي شروط لن يتحقق أي استقلال بالمصطلح الجديد بدون تحققها طرا بدون نقصان.

 

ورغم أن بلادنا انفصلت منذ ستة عقود ونيف عن المستعمر الفرنسي، إلا أن ذلك الاستقلال ظل ناقص المدلولات حتى وقت قريب؛ 

ومع بداية حكم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، بدأت الأمور تأخذ مسارا ينحو نحو الاتجاه الصحيح، للوصول الهدف المنشود، وهو المسير الذي حط بلدنا الرحال في مُعرّسه، بعد رحلة ال62 عاما.

 

استطاع قائد البلاد أن يبث رسائل مطنئنة للشعب الموريتاني ممثلة في قرارات اقتصادية تجعل الموظفين والوكلاء يشعرون بالاستقلال المادي، وتجعل حلم الأمس واقعا معيشا؛ كما جسد معنى الحرية في منح العشرات من المواطنين المدانين فرصة جديدة للحياة بحرية بعد عرفوا أن بلادنا لن تترك جريمة بدون عقاب.

 

ومن ناحية أخرى فإن تتبع أجندة الرئيس غزواني المشحونة بوضع حجر الأساس ل 30 مشروعا في 36 يوما؛ بدأها أول أمس من ولاية تكانت، ليقلب الشك يقينا، ويجعل الحلم واقعا، ويقطع أي شك في أن بلادنا وصلت حتما لحيازة المدلول المعاصر لكلمة الاستقلال.

 

مستشفيات وطرق وجسور ومقار حكومية، ومنشآت خاصة بالصيد، ومصانع، ومشاريع ري وإنارة، ومدارس وجامعات، ومشاريع سكنية، وأنظمة رقابة أمنية متطورة؛ تلك المشاريع التي تنطلق قاطرتها في نفس الفترة وفي مختلف المناطق، متفقة الزمان، مختلفة المكان، مشكلة أسمى معاني ومدلولات الاستقلال، في المطلح القديم والجديد.

 

إن المتتبع لتلك الأجندة الزاخرة بالمعاني، سيخرج بفكرة قطعية مفادها أن استقلال بلادنا ليس مجرد كلمة، وأن حكمة قيادتها ليست وليدة، وأن تتويج 3 سنوات من الحكم -رغم الأزمات والجوائح الكونية- كان بإطلاق 30 مشروعا في 36 يوما، وأن رمزية الرقم الجامع بين الأعداد كانت مقصودة، 
وأن اختيار ذكرى الاستقلال لإطلاق الأشغال ليس مجرد صدفة.