لم يكد صاحب الفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني يلملم أوراق المكتب الرئاسي التي وجد أمامه مبعثرة حتى تتالت على العالم أزمتين عالميتين إحداهما جائحة كونية أوقفت العالم على رجل واحدة، والثانية حرب ضروس في سلة غذاء العالم ومنبع طاقته؛ وقد انعكست الأزمتين على دول العالم بأسرها، بمافي ذلك الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وقد وصل الغلاء أوجه في عدد من البلدان، بسبب الحرب والجائحة وأزمة الطاقة والنقل البحري، ما أدى لانهيار بعض الدول، وإشهار دول أخرى إفلاسها في سابقة كونية لم تحصل من قبل، فيما وصلت الحال في بلدان كثيرة لانهيار الأمن والاقتتال في الشارع.
وبحكمة وروية استطاع رئيس الجمهورية غزواني أن يخرج بلادنا بأقل خسارة من تلك الأزمتين بامتياز، فقد كانت الدولة حاضرة مع الشعب ومؤازرة له في محنه، فوفرت الغذاء والدواء بأسعار مدعومة، ودعمت الطاقة، وتحملت الأعباء عن الفئات المغبونة، فوزعت السلال الغذائية، والمبالغ النقدية في سابقة من نوعها في البلاد، ووفرت الأمن وحافظت بحكمة على سير المشروعات دون أن تتأثر تأثرا كبيرا بتبعات الأزمتين.
وضع الرئيس أسسا عملية للدولة كي تنعم بالأمن الغذائي، فوضع اللبنة الأولى لعصرنة الثروة الحيوانية، والاستفادة منها بأقصى المتاح، كما اهتم بتطوير الزراعة والصيد البحري، فوضع قوانين تنظم القطاعين، وتجعل الاستفادة من أغلب العائدات للموريتانيين فقط، كما وضع قيودا على تصدير المواد الغذائية من البلاد.
هذا ولم يكن قطاع التعدين بمعزل عن اهتماماته، فقد أسس شركة تنظم قطاع التعدين الأهلي وتنقله من نشاط فوضوي غير مصنف، إلى قطاع حيوي تستفيد منه الدولة والمواطن، كما وضع أسسا عملية لتطوير شركة اسنيم، ومنح عشرات رخص التنقيب عن المعادن داخل البلاد.
وعلى مستوى آخر وقع الرئيس مع شركة BP وبالتعاون مع دولة السنغال اتفاقية استغلال ثروة الغاز الطبيعي، والتي ستفتح آفاقا اقتصادية كبيرة للبلاد، وستنقل البلاد من مصاف الدول الفقيرة إلى بلد غني، وهي مكانة لن تصلها إلا وفق أسس قانونية صحيحة، وقد وضع الرئيس غزواني تلك الأسس ضمن اتفاقيات مشتركة تراعي حقوق شتى الأطراف.
إن الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الثلاث الماضية على مستوى الطرق والمياه والكهرباء والمدارس والمستشفيات والرعاية الإجتماعية والتأمين الصحي، وتشغيل الشباب، لم تكن لتتحقق لولا العين الساهرة على مصالح الوطن وما تحظى به من رؤية ثاقبة.
فمن يصدق أن موريتانيا البلد الفقير سيخرج من جائحة كورونا بخسائر أقل مما خرجت به الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، سواء على مستوى الوفيات، أو على مستوى التبعات الاقتصادية أو على مستوى التأثيرات الإجتماعية..!
وياترى من يصدق أن حكومة موريتانيا ستجد الوقت أو الإمكانيات لتحقيق تلك المنجزات في ظل تلك الجائحة الكونية..؟
حقا إن ذلك لن يتأتى لولى حسن التسيير، والأهمية التي أولتها قيادة البلاد للتعامل مع الجائحة، وما يتمتع به من رؤية وحسن تفكير وتدبير، وهذا ما يجعلنا مؤمنين حق الإيمان أن تسلم الرئيس غزواني للحكم كان نهاية لعهود الضياع والعوز، وبداية لعصر جديد عنوانه التقدم والنماء.