استبن (نواكشوط) - قامت مواقع إخبارية سعودية بنشر تقرير عن العلامة الشيخ سيدي محمد ولد الشيخ سيديا الملقب "الفخامة.
وتناول التقرير جوانب كثيرة من حياة الشيخ الفخامة، مؤكدة أن الفخامة ذاع صيته في موريتانيا واصبح وجهة للمحتاج وطالب العلم وحتى المريض الذي استعصى علاجه.
وأضافت الواقع السعودية :
إنه الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن ابن الشيخ سيديا ، الملقب "الفخامة" ، ورث عن اسلافه الصالحين الأقطاب مثل الشيخ سيديا الكبير العلم الغزير والورع والصلاح والكرامات الظاهرة .
وعندما تبحر في علوم القرآن والحديث والفقه واللغة ، نذر نفسه لنشر هذه المعارف الفاضلة بين الناس ، فهيأ لذلك الأسس والأرضية الملائمة سواء من حيث المنهجية أو أسلوب التدريس الذي اشتهر به الشناقطة قديما أو من حيث اختيار المكان وتوفير الاحتياجات المادية الأساسية التي تعين الدارس على تحصيل العلم.
أسس الشيخ الفخامة محظرته الخاصة في قرية "البلد الأمين" الواقعة الى الشرق من العاصمة نواكشوط على بعد 200 كيلومتر، تدفق عليها طلاب العلم من مختلف اصقاع الدنيا ، حتى بلغ عددهم في الوقت الحالي أزيد من 1500 طالب يتلقون مختلف العلوم الدينية .
وبفعل ذلك تحولت هذه القرية الصغيرة إلى مركز اشعاع علمي ومعرفي يستقطب المتعطشين لكلام الله ولحديث نبيه الأكرم وما تفرع عنهما من علوم ، فكل من أتاها وافدا نهل من ذلك المعين الممتد الذي نهل منه الشيخ الفخامة ونهل منه غيره من فطاحلة علماء شنقيط المعروفين في كل مناطق العالم الإسلامي.
ولم تكن جودة التعليم وقوة المنهج هي وحدها التي استقطبت الطلاب لمحظرة الشيخ "الفخامة" بل وجدوا فيها ايضا المأوى والمأكل والمشرب بشكل مجاني ، وكانت يد الشيخ سخية معهم حتى أنه وفّر لهم الكسوة والكثير من المستلزمات الشخصية التي جعلتهم في غنى عن المعيل.
وامتدت أيادي الشيخ البيضاء لتشمل بناء مساكن لساكنة القرية البالغ عددهم نحو 300 أسرة حيث اصبح يتولى مؤونتهم ويوفر لهم مقومات الحياة الضرورية من ماء ودواء وأمن ، يشاركهم افراحهم ويواسيهم في احزانهم ويعالج مرضاهم ، فتحولت حاضرة "البلد الأمين" إلى نموذج فريد في التكافل والتعاضد والألفة يندر مثله ، وكأنّ الشيخ أبى إلا أن يطبق فيها حرفيا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ": (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا).
لقد اصبح الشيخ الفخامة في المجتمع الموريتاني رمزا للإنفاق في سبيل الله والزهد في الدنيا ، فلا يستقر في كفه مال ولا يطول به المقام عنده بل يأخذ طريقه فورا الى المحتاج والضعيف ومن لا سند له ، ينفق عليهم بلا تردد ليدخل إلى قلوبهم السعادة والفرح ، ومن آخر نفحاته على المساكين ما قام به في عيد الأضحى الماضي حيث وزع ما يناهز 1000 أضحية وكسا الفي فقير تقسيم الأضاحي عادة دأب الشيخ عليها خلال السنوات الماضية .
وقبلها بفترة وجيزة سيّر قوافل خيرية حملت 20 طنا من المواد الغذائية وزعت كلها على المحتاجين وأصحاب الدخل المحدود في مقاطعة أبي تلميت التي تتبع لها قريته قرية "البلد الأمين" وكان ذلك تزامنا من انتشار جائحة كورنا.
وبالإضافة لأعمال البر والإحسان وتعليم الناس أمور دينهم ، يطلع الشيخ الفخامة بدور آخر لا يقل أهمية وهو التوسط بين الأسر والمجموعات القبلية التي قد تنشب بينها خلافات ونزاعات من حين لآخر ، وقد تمكن في السنوات الأخيرة من تحقيق عدة مصالحات وإعادة المياه لمجاريها بين عدة عائلات استفحل بينها الخلاف لمدة طويلة .
ويعتبر الشيخ الفخامة الأنسب لهذه المهمة لكونه يحظى بمكانة روحية ودينية كبيرة في أوساط المجتمع الموريتاني لا يحظى بها غيره ، كما أن منهجه يقوم على الوسطية والاعتدال ونشر التسامح والأخلاق الفاضلة بين الناس ، فهو يرى أن العنصرية والكراهية العرقية والغلو والتشدد هي أوبئة أبتلي بها الناس في هذا العصر ولا بد من التصدي لها حفاظا على العقيدة الصافية وعلى وحدة الأمة.
وفي الوقت الراهن لن تمر على بيت الشيخ الفخامة فى البلد الأمين او في العاصمة نواكشوط إلا وجدته عامرا بالزوار ، هذا يريد عونا لنفسه أو لأسرته وهذا يريد حلا لمشكلة ما لديه، وآخر حار الأطباء في أمره فلجأ إليه طلبا للعلاج ، وقلما خرج أحد منهم دون أن تقضى حاجته ،، وهو يقول دائما "الناس تطلب مني العون وأنا أطلب لهم العون من الله ، ومن وضع ثقته في الله لن يخيب الله ظنه أبدا ..." .