استبن (نواكشوط) - أبدت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية تحذيرها من مخاطر تنامي خطابات الكراهية ذات النفس الشرائحي والقبلي والفئوي في وسائل التواصل الاجتماعي
وجاء في البيان الصادر عن السلطة عقب اجتماع مجلسها يوم الثلاثاء أن تنامي هذه الخطابات بوسائل التواصل الاجتماعي واستهداف المكونات الوطنية يمثل خرقا للقوانين الناظمة ومن شأنه المساس بقيم الوطن ومبادئ المواطنة وتعويق مسار تكريس دولة الحق والقانون.
نص البيان
ضمن مسار متابعة النقاش في الفضاء العمومي والحرص على نوعية المحتوى الإعلامي والخطاب المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي ومقتضيات تناغمه مع المتطلبات القانونية
سجلت السلطة العليا خلال الأسابيع الماضية بعد رصد مضامين وسائل الاتصال الاجتماعي تواتر التصريحات ذات النفس الشرائحي القبلي والفئوي وتبادل عبارات التحقير والسباب واستخدام مصطلحات مهنية وصور نمطية سلبية بحق المكونات الوطنية .
ولئن كانت وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في تكريس حرية التعبير ومع أن الحق في التعبير حق أساسي في أي مجتمع ديمقراطي، فقط تمت ملاحظة توظيف هذه الوسائل والمنتديات والشبكات الاجتماعية مؤخرا في تمرير وتسويق خطابات الكراهية التي تسهم في تقويض قيم ووحدة وانسجام المجتمع، كما أن الإمكانات التي توفرها الانترنت من اتساع نطاق وفورية وتفاعلية تزيد من خطورة هذه الخطابات
إن السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية إذ تعرب عن استهجانها لهذا الخطاب الذي ساد الفضاء العمومي للنقاش بما حمله من عبارات مناهضة لقيم الدولة الوطنية ولأسس المواطنة الحقة، وحرصا منها على إقامة وإدامة نقاش دائم في الفضاء العمومي، خادم للوحدة الوطنية، محترم للمتطلبات الوطنية ثري ومتنوع و مهني، ووعيا منها بواجب ضمان الاستخدام الأمثل لتقنيات التواصل والاستثمار الأنجع لحسانتها في إشاعة قيم الوحدة الانفتاح والديمقراطية وتعضيد اللحمة الاجتماعية:
- تحذر من خطورة هذه الخطابات المتداولة بوسائل التواصل الاجتماعي صوتيات وتغريدات وتدوينات لما تمثله من مساس بالسلم الاجتماعي واستهداف لمكونات المجتمع الموريتاني وتعويق لمسار تطوير دولة الحق والقانون والمواطنة
- تهيب بكافة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على العمل لترشيد هذه الوسائل وتنوير مخرجاتها وجعلها في خدمة تجذير الوطن وترقية قيم المواطنة واستثمار ما تتيحه من حسنات التواصل والتبادل بما يكرس دولة الحق والقانون ويعزز اللحمة بين مكونات المجتمع
- تدعو كافة مستخدمي هذه الشبكات إلى الامتناع عن أي خطاب من شأنه إشاعة الكراهية أو ترقية الترويج للشرائحية والقبيلية والفئوية والقيم ما قبل الدولة الوطنية وفضاءات الانتماء الضيقة المناهضة لتجذر الأبعاد الوطنية، والمنافية للقيم الإسلامية والقانونية والديمقراطية
-تعلن إطلاق سلسلة دورات تكوينية وندوات تعبوية حول قيم المواطنة تستهدف الإعلاميين والمدونين وصانعي المحتوى ترشيدا للخطاب وعقلنة للطرح وارتقاء بالدراية الإعلامية وتوعية للمواطنين
-تؤكد أهمية ابتداع قواعد سلوك في مجموعات وشبكات التواصل و آليات يقظة لرصد وترشيد المحتوى الإعلامي بوسائل التواصل الاجتماعي ووضع ضوابط تؤمن حرية الرأي وانسيابية المعلومة وتنوع البدائل و تضمن في الوقت ذاته عدم انحراف وسائل التواصل الاجتماعي إلي الدوس على المتطلبات القانونية والأخلاقية وتهديد وحدة وقيم وانسجام المجتمع
-تثمن حرص وسائل الإعلام على الابتعاد عن هذه الخطابات التي سادت وسائط شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الماضية وتؤكد على واجب إبقاء وسائل الإعلام على الاضطلاع بأدوارها المهنية وأن لا تسهم بأي حال بنقل أو تسهيل استخدام أو تمرير هذه الخطابات المنشورة عبر التواصل الاجتماعي مؤخرا.