عن الوضع في الجارة مالي
أتفهم غيرة مواطنينا وحميتهم للدفاع عن النفس والمال؛ لكني في ذات اللحظة أعي جيدا الوضع في الجارة مالي حيث غياب سيطرة السلطات هناك على ما يجري من اقتتال عرقي وانتشار للعصابات الإجرامية والإرهابية؛ بالإضافة إلى توظيف دول خارجية لمرتزقة من الجيش المالي والمجموعات القبيلة لفرض شروطها على السلطات المنشغلة بتأمين أمتار داخل العاصمة باماكو.
في وضعية معقدة كهذه تجد سلطات بلدنا نفسها أمام خيارات محدودة جدا إما أن:
- تغلق الحدود رغم مايترتب على ذلك من تجويع للشعب المالي الجار المسلم؛ وتعريض لمصالح الآلاف من مواطنينا التجار والمنمين هناك للخطر.
- تراهن على قدرة السلطات المالية على معالجة تجاوزات العصابات والمليشيات العسكرية في حق مواطنينا وممتلكاتهم، وهو رهان خاسر بحكم التجربة الماضية.
- تدخل قواتنا المسلحة في المناطق المتاخمة لحدودنا تأمينا لمواطنينا وإبعادا لخطر تلك العصابات الإجرامية، وهو خيار أقل ما يقال عنه أنه مجازفة فالعدو غير معروف ومصالح القوى الدولية المتصارعة تدفع باتجاهه خدمة لأجندتها ومصالحها؛ بالإضافة إلى أن فاتورته ستكون كبيرة وسيتحتم علينا دفعها أمنيا واقتصاديا.
لذلك يجب علينا كمواطنين إسناد الأمر إلى قيادتنا المحنكة والتي ترى القضية من جميع الزوايا، وأن نكون عونا وسندا لها لا مشوشين على جهودها.
حفظ الله بلدنا ووفق قيادتنا.