الفولكلور الشعبي الموريتاني غني بالألعاب التي تختلف بحسب مناطق نشأتها والهدف منها. ويغلب على تلك الألعاب طابع البحث عن التسلية، لكنها تهدف في أحايين أخرى لتنمية القدرات الذهنية للإنسان، وهي ترسم بعض ملامح جسد المجتمع، وتبرز جزءاً من وظائف مكوناته.
ظهرت الألعاب الشعبية الموريتانية في المجتمع القديم كتعبير ثقافي ترفيهي وميل معرفي وفني لجماعة بدوية تعيش حياة بسيطة في أحضان طبيعة نقية، حسب الباحثة الموريتانية "السالكة منت يحظيه".
قديماً، كانت لعبة الأوزار (الدمى) مرحلة مهمة في تكوين شخصية المرأة الموريتانية ، فهي عبارة عن دورة تدريبية لتهيئة الفتاة الصغيرة لدورها المرسوم لها من قبل المجتمع، أي ربة المنزل أو "سيدة الخيمة" والمهتمة بشؤونها. ولعبة الأوزار عبارة عن دمية تسمى الوزرة، تُصنع من عظم فخذ الشاة الذي يغطى بقماش ويشتغل عليه فنياً حتى يصير يشبه امرأة، فيقطع من الأعلى ويملس ويضاف إليه عود وتركب له ضفيرة من الخيوط السوداء ويوضع عليه خرز وحلي ويلبس قطعة من النيلة، وهي نوع من القماش المشهور في موريتانيا.
وتصنع وزرة أخرى تلبس دراعة من النيلة تكشف رأسها لتمثل البنت في عائلة الأوزار. وتؤخذ أعواد متصالبة وتلبس دراعة على شكل رجل هو الأب، ويسمى "بريش"، ويركب له شعر. ويكون للأوزار خيام صغيرة من الوبر بها مجموعة من الأدوات التقليدية التي تستعمل في الحياة اليومية للمرأة والفتاة والرجل. باختصار، تجسد لعبة الأوزار الحياة العائلية التقليدية الموريتانية القديمة.