عمر ولد معط الله نائب رئيس جزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، ربما يكون من الشخصيات العامة التي لم تنل حقها من التعريف، ربما لأن الرجل يحبذ العمل في الكواليس مخططا ومديرا لنشاط أكبر الاحزاب في موريتانيا، هو بالاضافة الى كونه سياسيا شاعر ورجل دين، فهو خريج المعهد العالي للدراسات الاسلامية، ويحضر لدكتوراه دولة في الشريعة.
أستاذ الفرنسية في الثانوية الذي قفز الى ثاني شخصية في حزب ينتمي له الرئيس والوزراء وغالبية البرلمانيين في الغرفتين يرد نجاحه إلى قضاء الله، ويقول مجيبا عن سؤالنا عن كيفية شقه طريقه في معمعان سياسي صعب "ذلك من فضل الله وقدره، الانسان لا يشق طريقه لنفسه، وإنما الله سبحانه هو الذي يقرر المصائر".
ويسترسل في حديث الذكريات "في اوائل سنة 1990 تم ترحيل حيين من أحياء الميناء الى الموقع الحالي لمقاطعة الرياض، وكنت حينها من ضمن المرحلين، ايامها كنت استاذا للغة الفرنسية في اعدادية الميناء.. في ديسمبر من نفس السنة تم اختياري ضمن لائحة الشورى المترشحة للمجلس البلدي لمنطقة نواكشوط.. وعن طريقها أصبحت عمدة للمقاطعة".
في عام 1992 انتخب نائبا في البرلمان عن مقاطعة الرياض تحت ألوان الحزب الجمهوري الحاكم في فترة الرئيس الاسبق معاوية ولد الطايع ومكث في المنصب ذاته الى غاية 1996.
وفي الفترة ما بين 94ـ 1998 انتخب مساعدا أول لعمدة نواكشوط، حيث استقي تجربة ادارية جديدة جعلته قريبا من المواطن.
في الفترة من 98ـ 2001 أعاد سكان المقاطعة انتخابه عمدة الرياض للمرة الثالثة، قبل أن يحصد المنصب مرشحو حزب العمل من أجل التغيير في دورة 2001.
ولد معط الله هو عميد المستشار البلديين في نواكشوط، حيث أنه مستشار بلدي من عام 1990 وحتى الان.
يقول الرجل الذي يتبادل النكات مع مساعديه في مقر الحزب إنه "يستمد العزيمة من الاستعداد لخدمة الشعب الموريتاني ، ومادامت لدي القدرة على خدمته فسأقوم بذلك، مادام ذلك لا يتعارض مع رغبته".
يرفض عمر في تواضع أن نطلق عبارة أدب على شعره الذي يكتب باللغة الفرنسية، ويقول "لا أحب ان يسمى ذلك ادبا ربما هو ميول ادبي، ميولي الادبي هو ملاعبة اللغة، خاصة الفرنسية، أكتب بعض الاشكال الفنية.. سمها ما شئت".
أستاذ الفرنسية عضو في رابطة الدفاع عن اللغة العربية، ومن المفارقة أنه يكتب بلغة ويقرأ بالأخرى، يقول: "لا اقرأ الا بالعربية,, ولا أكتب الا بالفرنسية.. مكتبتي العربية ثرية ومكتبتي الفرنسية هزيلة هي مفارقة عجيبة.. يعود ذلك الى تعلقي بقراءة القرءان".
آخر قصيدة له كانت في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم.. "طبعا لا يحتاج المديح الى مناسبة.. كتبتها في 22 يناير الماضي من 63 بيتا مثل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم" يضيف، القصيدة طبعا كانت بلغة موليير.
يهتم عمر بالقراءة في ميدان الاعجاز العلمي في القرءان والحديث،
وتخرج من المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية السنة قبل الماضية باجازة في علم اصول الدين.
رسالته كانت عن حقوق المسنين في الاسلام، "بر الوالدين نموذجا".
يهتم ولد معط الله اهتماما كبيرا بالدراسات الاسلامية "لمعرفة هذا الدين والاطلاع على نصوصه وعلى حضارته والاهتمام بالبحوث فيه قرأت الكثير واردت أن أرتب معلوماتي وان افتح نافذة صغيرة على حقل البحث وسأوظف دراساتي العليا في الميدان حسب المستطاع يضيف في حديث معنا.
ولد معط الله من بين الوجوه المتدينة في الساحة السياسية، لكن يعلق على ملاحظتنا "أصف نفسي بانني "شاة ديه من المسلمين.. علي واجبات معروفة بالضرورة وان اقوم بها".