لاجدال في أن المستشارالسابق أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا قد فجر قضية رأي عام من العيار الثقيل و هي قنبلة جاء يحملها من أول حلقة قناة المرابطون و قد رماها بعد كلام سياسي طويل ، ألقاها جاهزة دون أن يسأله الصحفي عن ملامح الفساد الذي يتحدث عنه أو يطلب منه نماذج عليه ـ عودوا إلى البرنامج ـ
و ولد الشيخ سيديا الهادئ في كلامه المتسرع في أحكامه ـ على ما يبدو ـ ، لا يخفى طموحه السياسي و هو طموح جاء إلى البرنامج يحمل عنوانه " منسق نداء 8 سبتمبر "
ليس في الأمر عيبا أن يكون الرجل ذا طموح لكن الخطير أن يتخذ لذلك مناهج التدليس و طرق التسييس
إليكم الوثيقة التي كان يعني ولد الشيخ سيديا لتعرفوا أننا رفعنا سقف شغفنا بها عاليا فيما لم تكن هي إلا الوثيقة التي اجتررنا محتواها و لاكته ألستنا خلال أشهر طويلة
" في محضر تحقيق أعدته شرطة مكافحة الجرائم الاقتصادية يونيو 2020، ادعت المتهمة الرئيسية في موضوع اختلاس ما يقارب مليون دولار و مبالغ من اليورو ، ادعت أن مسؤولين سامين ربما وزراء أو غيرهم كانوا يقومون بتحويل مبالغ مالية كبيرة تصل ملايين الدولارات و ادعت أيضا أنها كانت تجد الأوامر كي تعطي تلك المبالغ محمولة في الحقائب"
و بطبيعة الحال فإن محضر التحقيق يعتبر وثيقة رسمية و لكنها بالتأكيد غير قطعية خاصة إذا صدرت ممن تحول حولها التهم و الشبه
كان حريا بالرجل الطامح ـ ربما ـ لأن يملك قلوبنا أن يتعاطى معنا بشفافية و صدق فيقول مثلا أن اتهام هذه السيدة لأولئك الوزراء تم الرمي به و عدم النظر إليه و هو أمر قد يكون غير وجيه
كان عليه أن يناقش مثلا جدلية أن يأخذ المتهم الصغير مثل صاحبة المحضر و يترك المتهم القوي مثل الوزراء الذين زجت تلك السيدة بأسماءهم
كنا نأمل أن يأتينا حاملا الوثيقة بعينها كما فعل السيناتور السابق ولد غد حينما حمل ملفه لذات القناة و قدمه لذات الصحفي ـ كان ملفا متكاملا -
أما الآن فقد ترك لنا الرجل ـ نرجو أن لا يكون متعمدا ـ الحبل على الغارب في تصور مجهول لا نعرف عن أركانه إلا النزر القليل
يكفي فقط أن نحيك من ذواتنا قصصا تشير إلى ما أشار إليه و تدلس فيما دلس فيه فنحبك نسجها و نطلقها في وسائط التواصل الاجتماعي
يكفي فقط أن يستخرج أحدنا قصة مشابهة جرت في جنوب أمريكا أو شرق آسيا و يسقطها على واقعنا مع تغيير طفيف للرتوش
و لكن من الصعب أن يقتنع من له عقل بقصص لا توجد عليها شواهد و كما قال الشاعر:
و الدعاوي ما لم تقم عليها ـــــ بينات أبناؤها أدعياء