على مدار الساعة

موريتانيا تطرح من بغداد مبادرة لتنمية الاقتصاد الأزرق وتعول على تعاون عربي لتمويلها

05/17/2025 - 19:13

طرحت موريتانيا مبادرة لتنمية الاقتصاد الأزرق خلال مشاركتها في الدورة الخامسة للقمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية المنعقدة في بغداد، مشددة على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية كوسيلة لمواجهة التحديات العالمية وبناء تكتلات اقتصادية فعالة.

 

وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، محمد سالم ولد مرزوك، خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، أن العلاقات الاقتصادية والتعاون التنموي يشكلان أحد أهم أركان ترابط البلدان وتوحيد جهودها، خاصة في ظل خصوصيات الاقتصاد الدولي.

 

وأشار إلى أن المبادرة التي طرحتها موريتانيا تستهدف استغلال الثروات البحرية بشكل مستدام وصديق للبيئة، بما يعزز الأمن الغذائي ويسهم في الحفاظ على التوازنات البيئية في الدول العربية.

 

كما أوضح أن بلاده تعمل على تنظيم مجموعة استشارية لتعبئة التمويلات المطلوبة لهذا البرنامج الاستثماري خلال السنوات الخمس المقبلة، معربًا عن أملها في مشاركة عربية فاعلة في هذا الجهد.

 

شارك في اللقاء عدد من ممثلي موريتانيا، من بينهم سفيرها في بغداد، والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، إضافة إلى مسؤولين من وزارة الشؤون الخارجية.

 

وفيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية التي ألقاها الوزير نيابة عنه:

 

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم

يسعدني ويشرفني أن أبلغكم تحيات أخيكم صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وأسفه على عدم مشاركتكم حضوريا فعاليات هذه القمة البالغة الأهمية.

 

لقد كان فخامته حريصا على الحضور، غير أن ظروفا قاهرة، عرضت في اللحظات الأخيرة، حالت دون ذلك. وقد منحني شرف تمثيله وكلفني بإلقاء كلمته، وهي كما يلي:

 

صاحب الفخامة عبد اللطيف جمال رشيد، رئيس جمهورية العراق الشقيقة؛
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية؛
أصحاب المعالي والسعادة؛
أيها السادة والسيدات؛

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛

 

هنيئا لأخي صاحب الفخامة عبد اللطيف جمال رشيد، رئيس جمهورية العراق الشقيقة، على تسلمه رئاسة القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية، في دورتها الخامسة. وشكرا جزيلا لأخينا صاحب الفخامة العماد جوزيف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة، على ما بذل من جهود، وتحقق من نتائج، خلال الرئاسة اللبنانية للدورة السابقة.

 

ولا يفوتني في المقام، أن أتقدم بالشكر لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد أحمد أبو الغيط، وفريقه على الإعداد الجيد لأعمال دورتنا هذه.

أيها السيدات والسادة؛

 

 إن العلاقات الاقتصادية والتعاون في المجال التنموي عموما، من أقوى ما يعزز ترابط البلدان ويوحدها، لا سيما في ظل ما تمليه خصوصيات الاقتصاد الدولي، وإكراهات النظام العالمي الجديد، من ضرورة قيام تكتلات اقتصادية قوية. وفي ذلك ما يبرر حرص دولنا العربية، على تفعيل وتسريع وتيرة التكامل والاندماج الاقتصادي، التي لا تزال دون طموحات شعوبنا، وما يمليه حجم تحدياتنا المشتركة.

 

وإننا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، لمهتمون بتعزيز العمل العربي المشترك والتعاون الاقتصادي البيني، عبر استغلال الفرص الاستثمارية في بلداننا العربية.

 

وفي هذا الإطار، فإننا نعرض عليكم مبادرة تتعلق بتنمية الاقتصاد الأزرق، لاستغلال أمثل ومستدام بيئيا، للثروات البحرية التي تزخر بها بلداننا، لما لذلك من أثر إيجابي على الأمن الغذائي، والتوازنات البيئية عموما.

 

 ونحن في رصد الموارد الهائلة التي يتطلبها بناء اقتصاد أزرق، لنعول من بين أمور أخرى، على تنظيم مجموعة استشارية لتعبئة التمويلات الضرورية لبرنامجنا الاستثماري للسنوات الخمس المقبلة، ستتيح اجتماعاتها عرض فرص الاستثمار في موريتانيا في القطاعين العام والخاص، وإننا لنأمل مشاركة قوية من أشقائنا العرب.

 

 وختاما، أجدد الشكر للعراق الشقيق، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، راجيا لأعمال قمتنا هذه كل التوفيق والنجاح.

 

أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.