
استبن ( نواكشوط ) - مثل وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، محمد سالم ولد مرزوك، الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ،خلال الــــدورة العادية (34) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
جاء ذلك خلال افتتاح القمة العربية صباح اليوم في العاصمة العراقية بغداد، حيث ألقى ولد مرزوك كلمة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، التي جاء في نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
يسعدني ويشرفني أن أبلغكم تحيات أخيكم صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وأسفه على عدم مشاركتكم حضوريا فعاليات هذه القمة البالغة الأهمية.
لقد كان فخامته حريصا على الحضور، غير أن ظروفا قاهرة، عرضت في اللحظات الأخيرة حالت دون ذلك.
وقد منحني شرف تمثيله وكلفني بإلقاء كلمته؛ وهي كما يلي:
صاحب الفخامة عبد اللطيف جمال رشيد، رئيس جمهورية العراق؛
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية؛
أصحاب المعالي والسعادة؛
أيها السادة والسيدات؛
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛
يطيب لي ابتداءً؛ أن أتقدم لأخي صاحب الفخامة عبد اللطيف جمال رشيد، رئيس جمهورية العراق الشقيقة، على توليه رئاسة الدورة العادية الرابعة والثلاثين (34) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، شاكرا له وللحكومة والشعب العراقيين، ما أُحطنا به من فائق العناية وكريم الضيافة.
كما يطيب لي؛ الإعراب عن تثميننا العالي لما بذله أخونا صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة، من جهود كبيرة وما أحرزه من نتائج إيجابية خلال رئاسته للدورة المنصرمة، مشيدا في الوقت ذاته بأهمية الدور الذي يؤديه معالي الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط، وفريقه في سبيل النهوض بعملنا العربي المشترك.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
أيها السادة والسيدات؛
كثيرة هي التحديات التي تواجه دولنا العربية في سعيها إلى إرساء السلام والاستقرار وضمان أمنها القومي وترسيخ تكاملها الاقتصادي؛ وتعزيز قدرتها الجماعية على التكيف، بنحو ناجع؛ مع التغيرات الجيوستراتيجية المتسارعة، التي تضع عالمنا اليوم، في منعرج حاسم بين نظام عالمي آخذ في الأفول، وآخر جديد لم تتضح بعد مآلاته وإن كانت ترتسم تدريجيا في الأفق ملامحه.
وإن أبرز هذه التحديات، وأكثرها تجذرا في وجدان شعوبنا العربية، تلك المتعلقة بقضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية. ولن أستفيض هنا في تشخيص واقع هذه القضية؛ فهو بيّن بنفسه: حرب إبادة شاملة؛ وجرائم ضد الإنسانية لا تتوقف؛ ومجتمع دولي غير قادر لحد الآن؛ لا على فرض وقف إطلاق نار دائم؛ ولا على إدخال المساعدات الإنسانية الضرورية للشعب الفلسطيني المنكوب.
ونحن من هذا المنبر، نعبر عن قلقنا البالغ من استمرار هذا الوضع الكارثي في غزة، وندين الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي تحقق بعد مخاض عسير، وجهود مضنية، مشكورة ومقدرة، قادتها ورعتها كل من جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لحماية المدنيين الفلسطينيين، واستئناف جهود الوساطة لضمان التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، يكون توطئة لحل سلمي يقوم على أساس المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ويؤمن نفاذ الفلسطينيين إلى حقهم الأصيل في قيام دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وبقدر ما يجب علينا مضاعفة الجهود لتحقيق هذا الهدف، بقدر ما نحن مطالبون بالعمل على إيجاد حلول سلمية مستدامة للنزاعات البينية في فضائنا العربي: في ليبيا واليمن والسودان والصومال، تؤمن لهذه البلدان وحدة وسلامة أراضيها وحق شعوبها في التمتع بالاستقرار والأمن والنماء.
كما نحن مطالبون بدعم المسار الانتقالي في سوريا ليفضي إلى نظام مستقر يوحد الشعب السوري ويصون حوزته الترابية وأمنه ويوفر له شروط التنمية والازدهار.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أثمن عاليا، قرار رفع العقوبات الأمريكية عن الجمهورية العربية السورية، شاكرا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، رئيس مجلس الوزراء، على ما كان له في ذلك من إسهام متميز.
كما أرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة الأمريكية، والأطراف اليمنية المعنية شاكرا سلطنة عُمان الشقيقة، على جهودها المشكورة في هذا السياق.
أيها السادة والسيدات؛
إن جامعتنا العربية؛ كما أراد لها الآباء المؤسسون، رافعة أساسية للعمل العربي المشترك، ولقد ظلت على مدار السنين، ورغم العواصف، صامدة متشبثة بمبادئ ميثاقها التأسيسي.
ولذا يتعين علينا جميعا اليوم أكثر من أي وقت مضى؛ بحكم التغيرات الجيوستراتيجية المتسارعة، أن نضاعف الجهود في سبيل تطوير آليات عملها لتزداد نجاعة في توحيد الصف العربي، وفي الذب عن أمننا القومي، وفي ترسيخ التعاون والتكامل فيما بيننا كدول أعضاء، تعزيزا لقدرتنا الجماعية على رفع التحديات الجسيمة التي تواجهنا على طريق تحقيق الطموح المشروع لشعوبنا في الأمن والسلام والتنمية المستديمة.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


