على مدار الساعة

موريتانيا.. عام من القيادة الإفريقية وترسيخ الدور الريادي / عبد الرحمن ولد سيدي محمد

02/10/2025 - 09:32

بعد عام من تولي رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئاسة الاتحاد الافريقي، وفي وقت تستعد فيه موريتانيا لتسليم القيادة الأفريقية لدولة آنغولا، نستخلص من هذه التجربة أن موريتانيا احتلت مكانة قوية في القارة الأفريقية والمجتمع الدولي، ولاقت تقديرا كبيرا من قبل دول وشعوب القارة، بعد أن سجلت حضورا قويا على كافة المستويات، وفعلت علاقات الاخوة والصداقة مع كافة هذه الدول، ودافعت عن قضاياها في مختلف المجالات.
 
إن تولّي رئيس الجمهورية لهذه الرئاسة، رغم حجم ما يترتب عليه من مسؤوليات جسيمة، خاصة في الظرف الحرج والحساس الذي تمر به افريقيا والعالم، سجلت خلاله افريقيا نجاحات على المستويات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، وكذلك في دعم وتعزيز بنية السلم والأمن في القارة الإفريقية، مبينا للجميع أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بإمكانها أن تلعب دورا رياديا على كافة الصعد والمستويات، بداية من الدائرة الإفريقية، مرورا بالدوائر الإقليمية والدولية، وباتت تتبوأ مكانة بين اللاعبين الكبار على المستويين الإقليمي و الدولي، من خلال سياسة خارجية محكمة، رسمها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ترتكز على محددات وثوابت، تنتهج دبلوماسية السلم، وحل الصراعات، والتوجه عبر مسارات تؤدي إلى تنمية شاملة، متسلحا بنهج التشاور الدائم والتنسيق الوثيق مع الجميع.
 
فخلال عام واحد، من ترأس الاتحاد الافريقي، نجحت موريتانيا، في إصلاح بوصلة علاقاتها مع الدول الإفريقية، مستخدمة كل الجهود من أجل مكانة القارة ومستقبلها، مستعينة بإحداثيات جغرافية دقيقة وقوية، تؤشر إن هي استغلت بحكمة وعقلانية، كما أراد ذلك، رئيس الجمهورية، إلى طفرات متسارعة غير مسبوقة في التنمية، مستعينا بتحريك العديد من الملفات، يهدف من خلالها إلى تحقيق التوازن بين القدرات والمصالح الوطنية، والطموحات الإفريقية، وشهدت فترة ترأسه دينامية جديدة، حركت ملفات كانت منسية، لعل أهمها تنمية القارة من خلال جلب تمويلات لمشاريع مهمة بلغت مئات ملايير الدولارات، كما حرص على القيام بزيارات مختلفة لدول القارة وحضور الفعاليات القارية والدولية، وشارك في ندوات وحوارات مع كبار الفاعلين الاقتصاديين والأكاديميين تم التنظير فيها للآليات التي تفضي إلى حلول للأزمات والمشكلات الإفريقية، كما استقبل في نواكشوط العديد من القادة والمسئولين الأفارقة والدوليين.
  ركّز رئيس الجمهورية في خطاب تسلمه رئاسة الاتحاد الافريقي على الشباب، الذي يشكل 62٪ من سكان القارة، مشخصا مشاكله، داعيا إلى إحداث ثورة في المنظومة التعليمية، بعد أن تبين له أن النقص في جودة التعليم والتكوين هما السبب الأساسي في تأخر القارة الكبير في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، وترأس في نواكشوط (10 ديسمبر 2024)، المؤتمر القاري حول "التعليم والشباب والتأهيل للتشغيل"، المنظم تحت شعار “التعليم وتأهيل إفريقيا للقرن الواحد والعشرين”، بحضور رؤساء دول، وحكومات، وخبراء وشركاء دوليين ووطنيين، مؤكدا في خطابه الافتتاحي أن هذا المؤتمر يؤكد بقوة حرص القارة الإفريقية دولا واتحادا على إحداث تحول نوعي في المنظومات التعليمية، يجعلها من حيث الشمول والمرونة والجودة أقوى في التمكين للشباب والنساء وأكثر ملاءمة لمتطلبات التنمية وتغيرات العصر المتلاحقة، كما استندت مقاربة رئيس الجمهورية خلال رئاسته للاتحاد الافريقي إلى تقدير واع لأهمية التعاون والتواصل بين دول القارة وشعوبها لمواجهة الإكراهات الدولية، فى ظل التطورات المتلاحقة، التى انعكست على حالة الأمن والتنمية وأسفرت عن موجة شرسة من التنافس الخارجي بين القوى الدولية والإقليمية لاستغلال مقومات قارتنا الافريقية، كما التحركات النشطة لفخامة رئيس الجمهورية الهادفة إلى مواجهة تهميش القارة، ودعوته المتكررة لإنصافها، من خلال منحها عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، والدعوة إلى حل مشكلة مديونيتها، والاستماع إلى صوتها، كلها كانت مواقف شجاعة لاقت إشادة كبيرة من قبل زعماء القارة وصناع الرأي فيها.