اتصلت بي إحدى المؤسسات الإعلامية قصد المشاركة في برنامج حول خطاب الوزير الأول أمام البرلمان، ولم أر من المناسب إجراء نقاش عام حول برنامج الحكومة قبل أن يناقشه المعنيون أولا (أعضاء الجمعية الوطنية)
الآن وقد جرت جلسة الجمعية الوطنية المخصصة للنقاش، أصبح من المفهوم والوارد أن ندلي نحن الآخرون بآرائنا في هذا النقاش:
1 - كانت الحصيلة التي قدمها الوزير الأول عن الأشهر الماضية (منذ بداية سبتمبر) مقنعة وأعطت حكومته رصيدا إضافيا، فنسبة تتجاوز الثلثين في أضعف التقديرات غير متعودة في التقارير الحكومية خصوصا أنها قدمت بالأرقام وصاحبها اعترف بجوانب القصور والتأخر، لم يجد الكثيرون ممن انتقدوا حصيلة الإنجاز إلا القول أن المنجز ليس بتلك الأهمية وأن معظم المشاريع المنجزة كانت متعطلة فقط، والحقيقة أن المحاسبة لاتكون على ما لم يتقرر وإنما على الملتزم به، ثم إن إكمال مشاريع تعطلت طويلا، وتحريك ملفات تراوح العمل فيها كثيرا، ليس بالمنجز الهين كما نعلم جميعا.
2 - نفس المنهجية التي اعتمدها الوزير الأول في خطابه السابق، والتي قلنا جميعا إنها واضحة، وصاحبها سهل محاسبته، تم اعتمادها في خطاب الجمعة، فالملتزم به كان واضحا مجالا وزمانا، وما سيدرس محدد، وما سيكمل معروف، وما سيبدأ مذكور، وفي كل قطاع سطر ما يعنيه، من الطبيعي أن يقال عن برنامج 2025 أننا ننتظر التنفيذ حتى نقوم ونحكم، مع أن الحصيلة المقدمة عن التزامات الأشهر الماضية تشجع على التفاؤل وحسن الظن.
3 - كانت ردود الوزير الأول في نهاية نقاش الجمعية الوطنية اليوم أقرب إلى الدقة والوضوح والإقناع، والحديث المفصل عن علاج أزمتي الكهرباء والماء بالغ الأهمية ويفتح الأفق أمام تسوية أكبر مشكلتين في الخدمات العامة.
الخلاصة أن الوزير الأول نجح مرتين: الأولى حين وضع برنامج حكومته وما حققته وماهي عليه عازمة في إطار تمثل برنامج ورؤية وتوجيهات الرئيس، وهو أمر مهم يضع الحكومة في موقعها الصحيح ضمن ترابط وتسلسل مؤسسات الدولة التي يقود قاطرتها رئيس الجمهورية، والثانية حين قدم برنامجا ليس من المبالغة وصفه بالوضوح والترتيب والتحديد.