استبن ( نواكشوط ) - شارك السفير بلادنا بالقاهرة المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية الحسين الديه نيابة عن وزير التجهيز والنقل، في فعاليات الدورة 37 لمجلس وزراء النقل العرب التي استضافتها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بتاريخ 13 نوفمبر 2024 في مقرها الرئيسي بمدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية.
وقد ناقش وزراء النقل العرب خلال الدورة الحالية التي ترأستها دولة فلسطين 26 بندا تناولت مجالات النقل البري والجوي والبحري، ومنها دعم الاقتصاد الفلسطيني، وتنفيذ الخطة الاستراتيجية للتنمية القطاعية في القدس، والاتفاقيات العربية لتنظيم نقل الركاب والبضائع على الطرق بين الدول العربية وعبرها، والسلامة المرورية، والنقل الذكي، وتبادل الخبرات وتوحيد مواصفات الأبعاد والأوزان للشاحنات، وتوحيد فترات القيادة للشاحنات والحافلات، وتنظيم إجراءات النقل البحري، وإمكانية إنشاء وكالة عربية للسلامة البحرية، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاعات النقل ولوجستياتها، وإنشاء مركز إقليمي لإدارة السفن في مضيق باب المندب، إضافة إلى اتفاقية معدلة لتبادل الإعفاءات من الضرائب على نشاطات ومعدات النقل الجوي العربي، وتوسيع عضوية مجلس منظمة الطيران العربية، ومناقشة الاتفاقيات العربية في قطاع النقل بكافة أنماطه.
كما شارك السفير في اجتماع الدورة 29 العادية للجمعية العامة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري على المستوى الوزاري، الذي احتضنته الأكاديمية مساء اليوم بالإسكندرية، وبعد إلقائه لكلمة الافتتاح باسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي كانت ترأس الدورة السابقة للجمعة العامة للأكاديمية لمدة سنة، قام بتسليم الرئاسة الدورية الحالية لمعالي وزير النقل بالجمهورية اليمنية.
رافق السفير في هذه الاجتماعات الملحق الثقافي بالسفارة، المستشار المختار الجيلاني.
وفيما يلي كلمة السفير في افتتاح الدورة 29 للجمعية العامة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري على المستوى الوزاري.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أصحاب المعالي الوزراء
سعادة السفير الدكتور/ علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية
الأستاذ الدكتور/ إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري
أصحاب السعادة
الحضور الكريم
أحييكم جميعًا في مستهل أعمال الدورة التاسعة والعشرين للجمعية العامة للأكاديمية على المستوى الوزاري، التي أتشرف بحضورها معكم اليوم نيابةً عن معالي وزير التجهيز والنقل؛ ولا يسعني هنا إلا أن أتقدم بخالص التهنئة لمعالي رئيس الأكاديمية الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار ولأسرة الأكاديمية كافة، على العمل الدؤوب والمتميز الذي اتسمت به أنشطة الأكاديمية خلال السنة المنصرمة التي تولت فيها بلادنا الرئاسة الدورية للجمعية العامة للأكاديمية، والذي يترجم الإرادة الصادقة للرفع من شأن هذا الصرح العلمي، الذي يمثل بالفعل منارة لاكتساب المعارف وتطوير البحث، وامتلاك ناصية التكنولوجيا والابتكار، فضلا عما يسديه من مشورة فنية، لا غنى عنها في رسم الاستراتيجيات ووضع الخطط الهادفة إلى تنفيذ السياسات التنموية المستدامة.
لقد تمكنت الأكاديمية في زمن قياسي من تحقيق العديد من الإنجازات في البنية التحتية، بالتوازي مع تطوير البنية المعلوماتية والتحول نحو الإدارة الإلكترونية، وتنويع مجال العرض التكويني، مع الاستفادة من أحدث منتجات الثورة الصناعية الرابعة، تطويرًا لأدوات ووسائل التعليم والتدريب، كما أحرزت تقدمًا كبيرًا على سلم التصنيف العالمي والإقليمي للجامعات، إضافةً إلى سعيها المتواصل بوصفها مؤسسة رائدة في مجال التعليم، للحصول على الاعتمادات الدولية، وعقد الشراكات مع أعرق الجامعات على مستوى العالم، سعيًا إلى تطوير منظومات التكوين وفق أحدث مناهج وبرامج التعلم، مع مراعاة تحقيق أعلى مستويات الجودة، إلى جانب احتضانها ومشاركتها المتميزة في العديد من المؤتمرات والأنشطة العلمية والرياضية على المستويين المحلي والدولي.
إن تخريج أول دفعة من فرع الأكاديمية بمدينة العلمين، بحضور عدد من الوزراء ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية وعدد من السفراء والدبلوماسيين ورؤساء الجامعات، وتدشين المستشفى التعليمي بنفس الفرع خلال هذا العام، وإطلاق مشروع الجامعة الإلكترونية، وإنشاء كليات ومعاهد إضافية لتلبية الحاجة في مختلف التخصصات، هي مجرد عناوين كبرى للتحولات التي تشهدها أكاديميتنا في مسيرتها نحو الوصول إلى مكانة مرموقة في مصاف الهيئات العلمية العالمية. يضاف إلى ذلك التوسع في اتجاه افتتاح فروع جديدة، الأمر الذي سيتعزز بنتائج الزيارة التي أداها لبلادنا معالي رئيس الأكاديمية في الأسابيع الأخيرة، ولقاءاته الإيجابية مع الوزراء المعنيين بمشروع فرع الأكاديمية بنواكشوط.
وفي هذا السياق لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر ووافر الامتنان لصانع هذه الإنجازات، معالي الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار، متمنين له مزيدًا من النجاح والتوفيق لمواصلة المضي بهذا الصرح العلمي العربي المتميز خطوات أخرى إلى الأمام، تنضاف إلى ما تحقق خلال السنوات القليلة المنصرمة.
أيها السادة والسيدات،
يشهد عالمنا اليوم تحولات عميقة ومتسارعة بسبب التطورات المتلاحقة في مجال التقنيات الناشئة، وهو ما يستدعي منا تطويرَ منظوماتنا التعليمية وتعزيزَها، في وجه تزايد أهمية التكنولوجيات الرقمية في حياتنا وخطورتها في الوقت نفسه، وذلك من أجل مواكبة متطلبات العصر الرقمي، وتفادي التأثيرات السلبية للعولمة، وتكوين موارد بشرية محصنة ومزودة بالمهارات الرقمية اللازمة للنجاح، قادرة على الإبداع والابتكار والمنافسة والتكيف في سوق عمل يعيد تعريف الوظائف، ويشهد منافسة دولية شرسة لاستقطاب المهارات المتميزة، الأمر الذي يبرز الأهمية الاستراتيجية للاستثمار في التعليم، وتطوير وتنويع الاقتصادات القائمة على المعرفة، وتلك مَهمة عظيمة يجدر بهذه الأكاديمية أن تتصدى لها بما تتوفر عليه من كفاءات وخبرات متنوعة، وبما تمتلكه من ديناميكية وإرادة أيضا.
أيها الجمع الكريم
نجتمع اليوم، في ظل ظروف استثنائية فرضتها للأسف تطورات حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في فلسطين المحتلة منذ أكثر من سنة، والتي توسعت لتمتد إلى لبنان في اعتداءات وممارسات إسرائيلية تجاوزت كل الحدود، ضاربة عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والقوانين الدولية. وبهذه المناسبة، فإننا نؤكد على تضامننا ووقوفنا إلى جانب الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني فيما يتعرضان له من عدوان غاشم، كما نجدد دعوتنا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار.
وفي ختام هذه الكلمة، يسعدني أن أدعو معالي وزير النقل بالجمهورية اليمنية الشقيقة لاستلام رئاسة الجمعية العامة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في دورتها التاسعة والعشرين، متمنيا له ولأعمال دورتنا الحالية كل النجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله.