معالي الوزير الأول المختار ولد اجاي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أهنئكم على ثقة فخامة رئيس الجمهورية و اختياره لكم لتنسيق و قيادة العمل الحكومي خلال الفترة القادمة.
كما أود التعبير لمعاليكم عن ثقتي أن عهدكم سيكون من أفضل العهود بإذن الله لاتصافكم بمجموعة من الصفات يرجح أن تكون عونا لكم في أداء مهامكم بنجاح:
- أولا : يعرف الكل - وأرجو أن يقدر ذلك كما أقدره - أن ما حققتم من نجاحات على المستوى الشخصي تكلل بتعيينكم وزيراً أولَ خلال فترة وجيزة من مسيرتكم المهنية، كان ثمرة جهودكم الشخصية و ذكائكم و تفانيكم في العمل ، فوصلتم بفضل الله أولا، ثم بهذا المجهود الشخصي لما وصلتم له، فلا فضل لشيوخ قبائل عليكم و لا لوجهاء و لا لضباط سامين و لا لرجال أعمال، و هذا يعطيكم هامشا كبيرا للتحرك، يمكنكم توظيفه للمصلحة العامة.
- ثانيا: خلال مسيرة عملكم بالحكومة أظهرتم قدرة كبيرة على الصمود ضد التيارات المعاكسة، وعلى الدفاع عن قرارات كانت قناعتكم أنها تخدم المصلحة العامة، ولو كلف ذلك عدم رضى أشخاص ذوي نفوذ، ونقدا كبيرا في أوساط واسعة من المجتمع.
وأعتقد أن الفترة القادمة تحتاج من هو قادر على قول "لا" حين يتعلق الأمر بالمصلحة العامة، فلا إصلاح بدون ضحايا وللأسف.
- ثالثا: تمتلكون طموحا كبيرا لا غنى عنه لمن يريد التغيير، بل أقول القدرة على الحلم، كما تملكون الواقعية (و لا أقول الاستسلام للواقع) بفضل تجربتكم بالعمل الحكومي، و لا يخفى ما تحمله الصفتان من تكامل لتحقيق إنجازات كبيرة بطرق سليمة.
وأغتنم فرصة هذه التهنئة لأقدم لكم اقتراحا أرجو أن يحظى بما يستحق من اهتمام في الفترة القادمة.
يجمع خبراء التنمية على أهمية إعطاء أولوية لتنمية رأس المال البشري في إطار أية خطة تنموية يراد لها النجاح، كما يلاحظون أن العديد من الأنظمة في العالم الثالث تهمل ذلك و تركز على مشاريع البنية الأساسية التي تظهر نتائجها جلية و سريعا في الشارع، بينما تحتاج مشاريع تنمية رأس المال البشري لوقت طويل لتظهر آثارها.
ولقد لمست من خطابات فخامة الرئيس محمد بن الشيخ الغزواني خلال الحملة الانتخابية اهتماما برأس المال البشري، و أقترح أن تكون من ضمن المشروعات التي تنظر في تنفيذها حكومتكم خلال المأمورية القادمة المقترح التالي:
- مشروع تكوين 1000 شاب موريتاني تكوينا مهنيا متميزا و ضخ هؤلاء الشباب في الإدارة الموريتانية للرفع من مستوى أدائها الذي يجمع الجميع على تدنيه خلال العقود الماضية.
- يشرف على متابعة البرنامج مستشار برئاسة الحكومة أو رئاسة الجمهورية.
- تنظم مسابقات سنوية للاستيعاب بالبرنامج ( 200) سنويا على أساس مسابقة شفافة و نزيهة.
- تخصيص نسبة مهمة لشباب الشرائح المهمشة.
يمكن تسمية الدفعات باسم رئيس الجمهورية (الدفعة غزواني 1 و الدفعة غزواني 2 و هكذا حتي غزواني 5). و ذلك تخليدا لهذا العمل الرائع.
يعطي البرنامج الأولوية للتكوين بالمدارس ذات السمعة العالمية، تشكل لجنة من الخبراء المتميزين لادارته.
سبق أن جرب هذا المشروع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة و أتى أكله، حيث تعتمد النهضة السعودية الحالية على جيل الشباب الذي تم تكوينهم في إطار برنامج مماثل.
لا أعتقد أن التمويل سيكون عائقا، فأتوقع أن يتحمس كل شركائنا في التنمية لتمويله، و لا أتوقع أن تكون التكلفة عالية مقارنة بالأثر التنموي.
من حيث الأثر التنموي أعتقد أنه لو نفذ البرنامج بنجاح فإن السيد الرئيس سيخرج من السلطة في نهاية المأمورية وفي رصيده إنجاز لم يسبق له في تاريخ البلد، سيغير تماما مستقبل البلد، و هو إنجاز متعدد الأهداف، فهو ينسجم من جهة مع شعار "مأمورية الشباب"، و من جهة أخرى يسهم في تكوين مجموعة مهمة من أطر الشرائح التي عانت من التهميش، وضخها في الإدارة لتشغل وظائف قيادية و بكفاءة، بدل تعيين ممثلين لا يملكون الكفاءة الضرورية لمجرد التمثيل.
و أخيراً و ليس آخرا، إعادة تأهيل الإدارة التي تدنّى مستواها بشكل كبير جدا.
هناك الكثير من التفاصيل سينظر فيها أهل الخبرة و الشأن، ومنها موضوع تحفيز الخريجين للعمل بالإدارة بعد عودتهم.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه و يرضاه وأعانكم على مهامكم الجديدة.
مع خالص التقدير و الاحترام
د. محمد الحافظ بدي
مدير إدارة الشؤون القانونية في المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا