صاحب الفخامة،
اسمحوا لي بداية أن أتقدم إليكم بخالص التهنئة على إعادة الشعب الموريتاني للثقة في شخصكم الكريم وعلى تنصيبكم اليوم رئيسا للجمهورية لمأمورية ثانية وأخيرة.
صاحب الفخامة،
لا يخفى عليكم أن هذا التكليف مضنٍ نظرًا لما نحن عليه من تخلف على جميع المستويات، و لا يساورني شك في أنكم تمتعضون لواقعنا، وأنتم تجوبون الدول والقارات، وتقارنون بين ما ترونه وما تركتم ورائكم، وكم تمنيت أن أطلع على أفكاركم وقت نزولكم من الطائرة قادمين من أي بلد كان، حتى ولو كانت السنغال أو المغرب المجاورتين.
فخامة الرئيس،
لقد هرمنا ونحن في انتظار من يضع قطار تنمية هذا البلد على المسار الصحيح، وحيث أننا على عتبة مأمورية جديدة، فسيكون من المفيد تبني خطوات بناءة، جريئة وغير تقليدية بأفكار جديدة وغير شخصية قد تزعج البعض، ولكنها تخدم المصلحة العليا و هي الهدف الأسمى.
ومن هذا المنطلق، اسمحوا لي باقتراح بعض النقاط التي أراها ضرورية للمساهمة في جعل بلدنا مستقطبا لا طاردا لأبنائه وهي لا الحصر :
- حل المجلس الأعلى للشباب والوكالة الوطنية لتشغيل الشباب ودمجهما في وكالة كبرى تعنى بالشباب وتكوينهم وإذكاء روح الوطنية والمعرفة لديهم.
- حل جميع الهيئات غير الضرورية لعملية التنمية، مع علمي بدستورية بعضها والذي يلزم إستفتاء عاما على حلها ، كالمجلس الاقتصادي والاجتماعي وهيئة الفتاوي والمظالم وكذا المجالس الجهوية وغيرهم مما لا يرجع بفائدة على العملية التنموية ويشكل عبئا غير ملزم على الميزانية العامة للدولة ، كما يمثل بعضهم تداخلا في صلاحيات هيئات الدولة الأخرى مما يقود إلى بيروقراطية مقيتة.
- إعطاء الأولوية لمشاريع استراتيجية كبرى مثل:
مشاريع الصرف الصحي للمدن الكبرى، وليس نواكشوط فقط؛
مشروع السكة الحديد يربط الوطن، شماله بجنوبه وشرقه بغربه؛مشاريع صناعة الصلب وإعطاء قيمة مضافة لثرواتنا المعدنية بدل التصدير الخام الذي درجت عليه الدولة منذ الإستقلال؛
إنشاء الطرق السيارة بين المدن الكبرى حيث لازالت طرقنا تحصد الأرواح يوميا؛
إنشاء مراكز علمية كبرى للبحث في شتى المجالات تحت الرعاية المباشرة لرئاسة الجمهورية؛
إلزام القطاع الخاص بالدخول في عملية التنمية الشاملة بإنشاء المصانع التحويلية للمنتجات السمكية وغيرها والدخول في مشاريع الثروة الحيوانية والمشاريع الزراعية الكبرى، وعلينا هنا أن لا ننسى الوضعية التي عاشها الوطن أيام أزمة كورونا وإغلاق الحدود الشمالية الناتج عن مشكلة الصحراء الغربية؛
إنشاء الجيش الأخضر لتحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع المنتجات الزراعية؛
تفعيل الوكالة الوطنية لسلامة الأغذية والمختبر الوطني لسلامة الأدوية.
فخامة الرئيس،
قد يتساءل البعض عن كيفية تحقيق كل هذا، وهو سؤال مشروع، و في هذا المقام، لا يخفى علينا جميعًا أن الاستثمارات الغربية قد بلغت منتهاها فيما تبقى القارتان الأفريقية واللاتينية الملجأ الوحيد لتكدس هذه الأموال، كما أن آبار الغاز المستقبلية تمنحنا مجالًا للمناورة والحصول على قروض بطرق ميسرة.
فخامة الرئيس،
إن هذه الرؤية كلها لن تتحقق بوجود سرطان الفساد الذي ينخر المجتمع في جميع مستوياته، وإذا لم تكن هناك إرادة جادة وضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التجرؤ على المصلحة العامة، فلن تؤتي هذه الخطوات ثمارها.
و تقبلوا، صاحب الفخامة، أسمى التقدير والاحترام مع أصدق الأمنيات لكم بالتوفيق و السداد خدمة لوطنكم وشعبكم .