استبن ( نواكشوط ) - ألقى المدير العام لإذاعة موريتانيا محمد عبد القادر اعلاده كلمة في مفتتح اليوم الإذاعي الذي أطلقته الإذاعة المدرسية اليوم بقصر المؤتمرات هذا نصها :
معالي الوزراء
السادة الأمناء العامون
السادة مديرو مؤسسات الإعلام العمومي
السيد مدير الإذاعة المدرسية
السادة المكلفون بمهام والمستشارون ومديرو القطاعات بإذاعة موريتانيا
أيها السادة والسيدات
سعيا من إذاعة موريتانيا لتعزيز دور المدرسة الجمهورية، مدرسة الإنصاف والوئام المستشرفة للمستقبل، بما تحرص عليه من تكافؤ الفرص وتعزيز لتدريس العلوم والتكنولوجيا؛ وترسيخ حب الوطن، وزرع الشعور بالانتماء إلى الأمة، وما تتأسس عليه من قيم الإسلام السني المتسامح، والتلاحم والسلم الاجتماعيين، والإنصاف والتضامن، والوحدة الوطنية، والعدالة والديمقراطية، والشفافية وحقوق الإنسان.
وانسجاما مع توجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للنهوض بالتعليم باعتباره أولوية الأولويات، وانطلاقا من الاهتمام الحكومي الكبير بقطاع التهذيب والتعليم، سبيلا لرفع جاهزية أطره وبناه المختلفة عبر الاستثمار في التعليم بوصفه حقا دستوريا وكونيا، وباعتباره أولوية وطنية قصوى ورافعة استراتيجية تضمن تثمين رأس المال البشري، والتنمية المستدامة، والتقدم الاقتصادي والاجتماعي للبلد؛
تنظم إذاعة موريتانيا ممثلة في الإذاعة المدرسية يوما إذاعيا حول أبرز ما أنجز في المدرسة الجمهورية بعد عامين من إطلاقها، وذلك تحت عنوان:
التعليم في ظل المدرسة الجمهورية ...عامان من السير على الدرب
الإنجازات ـــ التحديات ــ الآفاق
أيها السادة والسيدات
تأتي مبادرة إنشاء الإذاعة المدرسية تناغما مع التوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وتنفيذا لبرنامج حكومة الوزير الأول الهادف إلى توصيل الدروس التعليمية عبر محطات الإذاعة الوطنية لجميع التلاميذ الموريتانيين على امتداد التراب الوطني في أحسن أو قات الاستماع وبكل تفان وجدية.
وبإنشاء هذه الإذاعة المدرسية أضيفت لبنة أساسية إلى صرح الإذاعات المتخصصة والمهنية التي أثبتت أن الإعلام المكرس لقضايا التنمية البشرية ومصالح الأجيال المستقبلية يعتبر من أنجع السبل لجعل الخدمات الإعلامية هي الأقرب إلى كافة الأسلاك المهنية والتربوية من أجل بناء قيم العلم والأخلاق .وقد واكبت الإذاعة المدرسية مؤخرا مسار إصلاح النظام التعليمي بمسطرة جديدة لامست المشاغل التربوية، وعانقت هموم الآباء، وتطلعات أجيال المستقبل، وشملت على الخصوص برامج مباشرة أذكر منها مثالا لاحصرا استديو الإذاعة المدرسية الذي استضاف كافة وزراء التعليم، وبرنامج تربويون الذي قارب قضايا تربوية عديدة بعيون المتخصصين، فضلا عن برنامج مدرستي الذي طاف بعديد المدارس النموذجية معرفا بتجاربها الناجحة.
أيها الحضور الكريم
تتابعون خلال هذا اليوم الإذاعي تسعة عروض فنية مشفوعة بنقاش، وذلك بهدف الخروج بحصيلة وافية عن وضعية التعليم سنة 2019، وعقد مقارنة بين ما كان عليه آنذاك، وما هو عليه الآن بعد سنتين من تفيؤ ظلال المدرسة الجمهورية، مع إبراز ما أنجز في جميع مجالات التعليم خلال السنوات الخمس الأخيرة، على أن يشفع ذلك باستشراف مستقبل التعليم في الخمسية المقبلة التي سنشهد فيها لأول مرة تخرج جيل من العتبة الأولى من التعليم تربى تحت سقف واحد، ودرس بلغة واحدة، منهجا موحدا في جو ذابت فيه الفوارق وتوحدت فيه الأزياء، ما سيضمن لهذا الجيل مزيدا من الانسجام ويحقق الوحدة بين أفراده.
كما تسعى الإذاعة من خلال هذا اليوم على الحصول على بنك معلومات من أفواه القائمين على العملية التربوية، يتضمن تشخيصا للحاضر واستشرافا للمستقبل، وسيكون هذا المخزون المدعّم بلغة الأرقام مادة حية وثرية تبث عبر أثير الإذاعة المدرسية، لتساهم في تشكل وعي وطني يدفع النخبة الموريتانية بمختلف أطيافها ومشاربها إلى إدراك أهمية اقتناص لحظة وجود إرادة سياسية مؤمنة ومساعدة على بناء مدرسة جمهورية؛ تؤسس لتجاوز مثالب الماضي، وتضمن انصهار الناشئة في بوتقة جامعة مانعة، قوامها المواطنة والعدل والمساواة.
في الأخير كلي ثقة أنكم قادرون على تجسيد هذه الأهداف على أرض الواقع، والخروج بخلاصة جامعة مانعة، يسترشد بها المسيرون، ويستأنس بها التربويون، ويطمئن لها الآباء.
أتمنى لكم التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته