استبن ( نواكشوط) - تحدث الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز اليوم أمام محكمة الفساد في استنطاقه الأخير لنحو ساعتين، قبل أن ترفع المحكمة جلستها لاستراحة، على أن تستأنفها لاحقا.
وخلال الجلسة، هاجم الرئيس السابق ولد عبد العزيز رجل الأعمال محمد ولد بو عماتو، وذكره بالاسم، مؤكدا أنه إذا كان هو المتهم الأول في هذا الملف، فإن ولد بو عماتو هو المعني الأول بالملف.
واستعرض ولد عبد العزيز ما اعتبرها مظاهر ووقائع فساد تورط فيها رجل الأعمال ولد بو عماتو من بينها أن البنك المملوك له، وهو "البنك العام لموريتانيا GBM"، كان يتربح على حساب شركة واحدة هي ATTM بمبلغ 500 مليون أوقية سنويا، ومن الفوائد فقط.
كما تحدث ولد عبد العزيز عن استحواذ ولد بو عماتو على أجزاء من أراضي مقبرة لكصر دون أن يتم التحقيق في الموضوع، وكذا استيلائه على مساحة أرضية كانت مخصصة للسكن الاجتماعي في مقاطعة تفرغ زينة، حيث قام ببيع جزء منها بـ3 ملايين دولار للسفارة الأمريكية في نواكشوط.
وحول مقايضة بناء المطار دافع ولد عبد العزيز عن الصفقة، معتبرا أن هذا الأسلوب معروف، ومتبع في العديد من المجالات.
ومثل ولد عبد العزيز لذلك بالطائرات العسكرية التي كانت بحوزة الجيش الموريتاني، والتي سقطت اثنتان منها لاحقا، كما سقطت إحداها به هو شخصيا خلال جولته بعيد تسلمه السلطة في "وادي انكط"، غير بعيد من مدينة تامشكط بولاية الحوض الغربي، مؤكدا أنها كلها تم اقتناؤها عبر المقايضة بالسمك الموريتاني.
وأكد ولد عبد العزيز أن ذخيرة الجيش، وكذا قطاع غيار الدبابات كان يتم اقتناؤها عبر المقايضة بالسمك، وذلك من دولة رومانيا.
وقال ولد عبد العزيز إنه لا يستغرب ما قام به البرلمانيون، وذلك لأنهم حصلوا على زيادات متتالية على وراتبهم خلال سنة واحدة وصلت إلى 450 ألف أوقية.
وجدد الرئيس السابق خلال حديثه الأخير أمام المحكمة تمسكه ببراءته من التهم الموجهة إليه، ووصف الملف بأنه استهداف سياسي شخصي له، كما جدد تمسكه بالمواد: 10 و13 24 و27 و43، و93 من الدستور الموريتاني.
وبدأ ولد عبد العزيز حديثه بتهنئة الشعب الموريتاني بمناسبة الذكرى 63 للاستقلال الوطني، وكذا تهنئة القوات المسلحة الموريتانية بمناسبة عيدها، كما أعلن دعمه ومناصرته للشعب الفلسطيني.
وقرأ الرئيس السابق في بداية مداخلته آيات من القرآن الكريم، تحث على العدل وتحذر من الظلم.
وحدد عناوين مداخلته في الحديث عن التهم الموجهة إليه واحدة واحدة، والرد عليها، وكذا تناول تفاصيل بعض نقاط الملف، والرد على ما وصفها بالمغالطات والتضليل، واستعراض مبررات ثروته، وكذا ما تعرض له من مضايقات واستهداف، قبل التعليق على الطلبات المقدمة للمحكمة.
وستواصل المحكمة الاستماع لبقية حديثه، على أن تستدعي بقية المتهمين لاحقا، قبل أن تدخل في المداولات لإصدار حكمها في ملف العشرية.