فوجئ الوسط الاكاديمي يوم الاربعاء باقالة الدكتور محمد محمود ولد سيد يحي من إدارة المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية.وكان محل الاستغراب الشديد أن ولد سيدي يحي تدارك المؤسسة العريقة وأنقذها من وضع كارثي كادت تتردى اليه، فمنذ سنتين عمد المدير الباحث الى إعادة الاعتبار لشهادة المؤسسة بعد أن كاد يودي بها تلاعب السماسرة، حيث ضبط الامتحانات، وأصدر نظاما داخليا للمعهد وأنعش الحياة العلمية به من خلال التنظيم الدوري للندوات العلمية وإصدار المجلة العلمية المحكمة،ونفض الغبار عن كنز المخطوطات الذي يوجد بالمعهد بالتعاون مع المعهد العربي للمخطوطات.
ومن جهة أخرى تميز تسيير الرجل بالنظافة حيث تم تسديد المتأخرات وانتظم دفع مستحقات الرقابة والامتحانات والبحوث، بينما ظلت تتراكم قبله في كتب بيضاء وسوداء في أدراج وزارة المالية.
وانتظمت خدمة النقل والمنحة للطلاب و تناقصت الاحتجاجات الطلابية.. بينما يسكن الرجل في حي شعبي ويفتح مكتبه امام الجميع..وكانت آخر خطوة جبارة للرجل هي توقيعه قبل أسبوع لانضمام المعهد إلى مؤسسة ضمان جودة التعليم العالي، بعد مصادقتها على الملف الوصفي للدكتوراه بالمؤسسة العتيقة..لقد عبر معظم منسوبي المعهد عن صدمتهم من قرار الإقالة المفاجئ، بعد أن طمعوا خلال الأشهر الأخيرة أن المؤسسة بدأت تستعيد ألقها العلمي والاكاديمي التليد.
ويلاحظ البعض أن إقالة ولد سيد يحي من المعهد تشبه إقالة محمد محمود ولد ابو المعالي من التلفزيون قبل أيام، واقالة محمد فال ولد عمير من وكالة الأنباء، رغم ادائهما الواضح، واستبدال الكفاءات بشخصيات قديمة..ويستغرب هؤلاء أن الرجل الذي هو عضو في المجلس الوطني للحزب الحاكم، وبذل جهودا مضنية لنجاح لوائحه في كنكوصة ولكران وكيفة.
يقال بهذه الطريقة.. ويرى البعض أن نزيف الكفاءات الذي تعرفه الإدارة الموريتانية حاليا مؤشر على تحكم لوبيات تمتلك حسابات ضيقة في صنع القرار...مما سينعكس سلبا على تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ..