بما أنني لا أحب الخشبيات من قبيل صاحب الفخامة... الخ..؛ فسأخاطبك : الرئيس غزواني..
إعلم يارئيس البلاد ، أن فورة الإنقلابات فقست بيضها في محيطنا، وأصبح ذلك المحيط يشهد انقلابا تلو الآخر بشكل متسارع، وأن الخيط الناظم لتلك الانقلابات هو تنظيمها من قبل الصفوف السفلى من الضباط، ودعم الروس لها، بعد يوم أو يومين من قيامها.
فاغنر على الحدود وتنتظر الإشارة، واحتياطي الغاز المكتشف يسيل له لعاب كبير الدببة، وربما يضر استخراجه مصالح الدب الكبير.
الجماعات الأصولية على الحدود وتنتظر الفرصة للانقضاض، ففي مرابعنا بئة خصبة لنموها واستئساد ذئابها.
المعارضة الجديدة غير راضية، وطبعت على الراديكالية النفعية، ولها من يمولها، والجو المشحون يشكل موسما لرواج تجارة ذاك الممول.
المعارضة القديمة ماتت سريريا، ولم يعد لها تأثير، وأي اتفاق معها أو توقيع وثائق، يشكل توقيعا من طرف واحد، فما عاد لتلك المعارضة تأثير في الشارع، ولا علاقة به.
السياسيون الذين يدعمونكم لا يعول على دعمهم، فقد دعموا من قبلكم بنفس الطريقة، التي دعموا بها من قبله، ومن قبل ذلك؛ فهم أصحاب مصالح يبحثون لتحقيقها مع الأقوى، والأقوى فقط.
خلصاؤكم وأصدقاؤكم في المؤسسات السيادية، أصبح معظمهم على حافة التقاعد، فمامنهم إلا وله رجل في التقاعد ورجل في الخدمة.
نفس واحد من منخار أي أزمة كفيل بكشف عورات وزرائكم، فتنسيق الحكومة أضعف من جناح بعوضة، وأغلب وزرائها يعمل لنفسه ومصالحه الخاصة فقط.
منذ عدة أشهر بدأ الأمر يسوء وأصبحت القطاعات تتداعى كتداعي البنيان المرصوص الذي انهد ركنه الأقوى.
غلت الأسعار، وتذبذب توفير الخدمات الأساسية، وهاجر الشباب، وعلى منسوب الاكتئاب، وتعالت الأصوات، واستنسر الذباب والإمعات، وأصبح أغبى الأغبياء يحس أن هذا لم يكن ليحصل بشكل متسارع، دون أياد تدبر في الخفاء، وتخطط للجفاء، وتدبر للتأزيم والفوضى..
رئيس البلاد..
إن بناء الثقة مع الشعب هو أفضل وسيلة لقطع أيادي البغي والتخريب، فالبقاء للشعب؛ ثم إن ذلك لن يتحقق بدون توفير خدمات دائمة، وأسعار مخفصة، وعدالة اجتماعية، وحريات مقننة.
كما أن تمديد فترة الخدمة لخلصائكم في المؤسسات السيادية أنتم أحوج له في هذه الفترة من أي وقت مضى، فكما يقال: (الي نعرفوه أشبه من الي مانعرفوه) وهؤلاء قد تم اختبار إخلاصهم، وشبعوا من التوظيف، وأصبح استقرار البلاد وأمنها أهم أهدافهم.
قد ينتقد البعض هذا القرار، لكن ذلك لايهم مادام القرار مصيريا، وحتى لو لم يحصل، فحبل النقد والانتقاد على الجرار.